يصلح هذا العنوان لمقال طويل ، لكن بما أن الأغلبية لا يقرأون المنشورات ولا المقالات الطويلة ، صرنا نجاريهم على هواهم ، ونكتب منشورات مختصرة ، لعل وعسى أن تصل الأفكار الى رؤوس المتابعين ، ضاربون عرض الحائط بغرور الأكاديميين والمثقفين ومقولتهم "أرفع الآخرون الى مستواك ولا تنزل الى مستواهم " والمستوى المقصود هنا الفكري واللفظي ، فكثيراً من الكتاب الأكاديميين والمثقفين يكتبون كتابات عميقة جداً لبعضهم البعض ، يقرأونها فيما بينهم ليمدحوا ويجاملوا بعض ، ولا يكتبون لعامة الناس أمثالنا .. عالعموم لن نتوه عن فكرة المنشور ، ونخليهم في حالهم ومستوياتهم العاجية ، ونعود الى منشورنا ... ميزة فتحي بن لزرق الذي يكثر الحديث عنه وشقاوته دائماً ، هو رحابة وسعة صدره وتقبله للنقد الذي يصل الى حد الهجوم والسب والشتم والتخوين، لا يضيق ذرعاً بكل ما سبق.. فصاحبكم اللي هو أنا -وأعوذ بالله من كلمة أنا كما يُقال- لم أنتقد شخص يصل حد الهجوم عليه ، مثلما انتقدت وهاجمت فتحي بن لزرق ، رغم علاقتي الشخصية الممتازة به منذ سنوات ، فهو يكاد يكون الوحيد ممن سيطروا واستحوذوا على المشهد الإعلامي الجنوبي منذ أيام الحراك الجنوبي ومنذ 2009 تحديداً ، أهتم بصفحة مفسبك بسيط مثلي وكنت أحصل منه على إعجابات وتعليقات ونقاش على الخاص منه ، أظهر فيها أعجابه بكتاباتي وما أتميّز به من عقل وفكر كما كان ولا زال يقول لي ، بينما الإعلاميون الآخرون ساعتها ، لم يكن أحد يعطينا وجه، رغم تواصلنا معهم من أجل عمل إعلامي جنوبي وليس تواصل شخصي ، عندما كنا مجموعة شباب جنود مجهولون في كتيبة إعلامية جنوبية ، تعمل على كسر التعتيم الإعلامي المفروض على الثورة والحراك الجنوبي ، وفعلا نجح أولئك الشباب في جعل وسائل إعلامية وعالمية تتحدث عن قضيتنا الجنوبية ، وكذلك تم التواصل مع شخصيات إعلامية عربية وعالمية لتعريفهم بقضيتنا بعد أن كانوا لا يعرفون عنها شيء ، وأغلب البرامج الحوارية التي كُنتُم ترونها أيام الحراك الجنوبي كان هؤلاء الفتية المجهولون هم من نسق ورتب لها .. وعندما كنا نتواصل مع الإعلاميين حقنا ونقترح عليهم التواصل مع وسائل إعلامية وتزويدهم بكتابات او تقارير أو معلومات عن قضيتنا الجنوبية ، أو التواصل مع إعلاميين عرب وشخصيات سياسية مرموقة كانوا لا يقبلون حتى إقتراح الصداقة الذي يُقبل من طرف الضيف العربي الآخر ، وهم لا يتنازلون .. يعني علاقتي الشخصية ببن لزرق ممتازة جداً ، ورغم هذا كان هو أكثر شخص انتقده حد الهجوم عليه كما أسلفت ، وما نقدي له الا عندما أراه يضر بالإعلام الجنوبي أكثر مما هو مأمول ومرجو منه .. بينما في الطرف الآخر ، إعلام الحراك سابقاً وإعلام المجلس الإنتقالي حالياً -حتى وان كانوا مجرد مناصرين للحراك وللمجلس الا أنهم محسوبين عليهما- والذي يحق لنا أن نطلق عليه إعلام طفولي .. أجل إعلام طفولي للغاية ، أغلب أولئك الإعلاميون المنتمون له نزقون للغاية كنزق أطفال مدللون كما يُقال ، متزمتون ، متشددون ، سطحيون ، مغفلون ، الا من رحم ربي وهم بالأسم معروفون ولا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة . وعندما نقول هذا ، لا نعمم ما نقول عليهم من باب الجهل ؛ بل لديهم صفات وعقليات مشتركة وكأنهم من زريبة وعي وإعلام واحدة .. صدورهم أضيق من ثقب الأبرة ، وحجم مافي رؤوسهم لا يتعدى حجم ما في حقنة دواء ، يتضاربون مع أرجلهم كما وصفهم الأستاذ سامي الكاف ، لا نقول لا يقبلون النقد فهذا ترف ؛ بل لا يقبلون حتى الإختلاف معهم في وجهات النظر، وفِي الأراء والأفكار ، ما بالكم بأي نقد أو إنتقاد أو هجوم ؟!! الحديث يطول وإلا لضربت لكم أمثلة على سطحية وسُخف ما هم عليه ، حدثت معي شخصيا ومع الأغلبية منهم ، وهم إعلاميون كبار تابعون للمجلس . أحدهم إلغاء صداقتي وأخذ مني موقف لأني قلت له فكرة منشوره سطحية ، وآخر زعل مني وأخذ مني موقف وهاجمني لاني قلت له مفروض أن يذكر مصدر الخبر الذي أورد وأن لا ينسبه الى نفسه ، وأحدهم أخذ مني موقف كتب فيني أكثر من منشور لاني خالفته رأي عادي ، وأحدهم أخذ مني موقف وخاصمني لاني أكره الشيلات ، وآخر أخذ مني موقف لأني لا أمدحه ودائما أحاوره وأظهر ركاكته كما يقول وآخر لاني سخرت من الفلاسفة أنهم بياعين حكي ، وآخر لأني أختلفت مع صديقه وووووو كثير .. وهم بهذا ، وما هم عليه من سطحية وإنغلاق وإعلام طفولي يسيؤون إلى المجلس الإنتقالي الذي فشل في إيجاد كوكبة/هيئة إعلامية له .. وفِي الجانب الآخر حتى نكون منصفين ، هناك إعلاميون ممتازون مخلصون وفاهمون تابعون للمجلس الإنتقالي لا يتعدون أصابع اليد لكن للأسف جهودهم فردية لا تتعدى صفحاتهم ، والأولى بهم لن يخلقوا عمل مؤسسي ، فأن أردت التغيير فلا تعمل بشكل فردي ، بل أخلق وانضم الى منظمات ومؤسسات بأي مجال .. هنا نوجه رسالة لهم .. هل من الممكن أن نجد هؤلاء الفاهمون الحريصون على المجلس الإنتقالي العمل على إيجاد إعلام مؤسسي منظم وممنهج ذو رؤية وهدف واضح ؟! أضعف الإيمان يتم تجميع هؤلاء الصبية وإعلامهم الطفولي المناصر للمجلس في مجموعات واتس آب وإعطائهم دورس ورؤى ومناهج إعلامية تخدم المجلس ، حتى يصنعوا الحدث ، بدلا من أن يظل إعلامهم الطفولي تابع للآخر . لا نصنع أي حدث إعلامي اللهم نتبع ما يصنع الآخرون من أحداث إعلامية ، بدلاً لوم الآخرين وتوجيه النقد والتهم والسب والشتم والتخوين ، وبذلك نسيء الى إعلام المجلس ونسيء الى النسيج الإجتماعي والإعلامي والسياسي الجنوبي ..