إلى الأمانة العامة والمجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الزميل العزيز الدكتور عبدالله حسين البار رئيس الاتحاد الزميلة العزيزة الأستاذة هدى أبلان الأمينة العامة للاتحاد الزملاء الأعزاء أعضاء الأمانة العامة الزملاء الأعزاء والزميلات العزيزات أعضاء المجلس التنفيذي تحية واحتراماً ، بما أن المؤتمر العام العاشر (مؤتمر الفقيد الدكتور عبدالرحمن عبدالله إبراهيم، عدن : 24- 27 مايو 2010) أقر عقد مؤتمر استثنائي للاتحاد في هذا العام 2011، ولأن ثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية فرضت على الجميع شروطها الموضوعية : إسقاط نظام الحكم ومحاكمة رأسه وبالنتيجة الشروع ببناء الدولة المدنية الحديثة ، فضلاً عن ظروفها الذاتية : تداخل قواها الأساسية والقوى المؤيدة لها من خارجها واضطراب علاقتها بقوى المعارضة الرئيسة التقليدية - ممثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك وشركائه - ودخول أطراف إقليمية ودولية معادية لإرادة الشعب اليمني على خط هذه العلاقة المضطربة للأسف الشديد ، مما انعكس سلبياً على مسار الثورة وتسبب في تشعبه وتعثره وتأخير تحقيق شرطه الأول . لاسيما بعد إذعان اللقاء المشترك لتزييف حقيقة الثورة وعدِّها مجرد أزمة سياسية وانخراطه في لعبة ما يسمى "المبادرة الخليجية" التي يرفضها شباب الثورة شكلاً ومضموناً ؛ كان من المنطقي تريث المجلس التنفيذي للاتحاد وأمانته العامة في التحضير للمؤتمر الاستثنائي - هذا العام - ريثما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر الثورة . أما وقد صار الوجود الوطني ذاته (بجانبيه الجنوبي والشمالي) معلقاً - كمحكوم بالإعدام - على مشنقة أجِندة ومصالح حكام البيت الأبيض وآل سعود ، بالتزامن مع استماتة بقايا نظام حكم الفساد والعمالة في الشمال على وهم وأد الثورة تحت أنقاض المدينتين الغاليتين الباسلتين صنعاءوتعز وإحراق اليمن كلها ، جنباً إلى جنب بعض الدعوات من النمط نفسه في الجنوب وفي سياق تلك الأجندة والمصالح والاستماتة العدوانية تماماً ، على غرار الدعوتين الأشهر والأسوأ سمعة إلى استعادة ما يدعى "الجنوب العربي" - الذي وُلِد ميتاً قبل ما يربو على نصف قرن - وإعلان "فك الارتباط" أو الاشتباك ، كأنما بين الجيش المصري وجيش الكيان الإسرائيلي / الصهيوني الغاصب في فلسطينالمحتلة !!!رغم أن الجنوب ليس بمصر ولا الشمال بإسرائيل ؛ اسمحوا لي أن أضع بين أيديكم اقتراحي ومعطياته أدناه : 1) لأن مواقف الأدباء والكتاب اليمنيين على اختلاف منابعهم الاجتماعية والفكرية وعلى مدى سِيرهم الإبداعية والذاتية - في فضاء الأدب العربي الحديث والحركة السياسية اليمنية - لم تكن أبداً على هامش التحولات الإنسانية الكبرى ، وخاصة في وطنهم اليمني . 2) ولأن اتحادهم - اتحاد نوارس شطآن الأحلام القابلة للتحقق بالتغيير دائماً إلى الأفضل : البردوني، فاضل، الحضراني، الجاوي، دماج، الشحاري، القرشي، الربادي، الفخري، صبرة، الجرادة، محفوظ، عبدالولي، السلطانين : ناجي والصريمي وغيرهم من النوارس التي طالما قادت بإبداعاتها ومواقفها تطلعات الأجيال اليمنية المتلهفة على الدوام إلى بر الأمان من غوائل أمواج السياسة العاتية - كان هذا الاتحاد هو السباق بلجنته التحضيرية قبل 41 عاماً ، يوم الثاني والعشرين من مايو1970 في طليعة التحول نحو الوحدة اليمنية ، انطلاقاً من تأسيس الاتحاد العتيد وانعقاد مؤتمره العام الأول في عدن :21- 24 فبراير 1974. 3) ومن أجل إسهام حملة الأقلام الشريفة في نزع صاعق فتنة تقسيم الوطن إلى عدة (أوطان) هلامية وتجزئة هذا الهلام إلى عدة (أشطار) أو شطائر بالأحرى ولو كانت سامة - فالمهم أن تكون قابلة للتمزيق والتفتيت والبلع عند اليمنيين - بين غير عدني أو صنعائي وأكثر من تعزي أو حضرمي ومهري أو إبيوذماري أو يافعي وأبيني أو مأربي و جوفي أو شبواني وهكذا دواليك ، إلى أن نصبح يوماً - في غمضة عين عن دمائنا المهدورة ظلماً وعدواناً في الشوارع - على إمارة إسلامية في خورمكسر وأخرى مثلها في حدة . وعليهما يمكن القياس في عموم البلاد التي كانت تعرف بأرض "السعيدة" وقال عنها الرب الغفور في محكم التنزيل إنها "بلدة طيبة" وفاخرَ آخرُ الأنبياء والمرسلين بإيمانها وحكمتها .. فهل من السعادة أم الطيبة أم الإيمان والحكمة - اليوم - سعينا فيما بيننا إلى افتعال النزاع وإيقاظ الفتنة وسفك دمائنا على أيدي بعضنا ، بدلاً من حشد كل قوى وطاقات الثورة الشبابية الشعبية السلمية في معركة حاسمة ونهائية ضد بقايا نظام حكم الفساد والارتهان للسعودي - الأميركي؟! ومن أجل ماذا نتنازع؟ هل من أجل أن تكون صعدة وطناً بذاته له شعبه ودولته وعلمه ، وحضرموت وطنين لكل منهما شعبه ودولته وعلمه ، ومثلهما مأرب وشبوة ، فالبيضاء وأبينولحج، إلى الضالع والصبيحة وردفان والحوشبي والعقربي حتى المصعبي ، فانتهاءً بحافة الأصنج تورابورا في الشيخ عثمانستان ؟! 4) وفي سبيل بلورة شرط الثورة : بناء دولة مدنية حديثة ، لن تكون كذلك حقاً إلا بحل القضية الجنوبية بداية ً - قبل أي أمر آخر - وعلى قاعدة الدولة الاتحادية الفيدرالية المدنية الحديثة الديمقراطية والعادلة بين شمال وجنوب الوطن اليمني ، والتي يضمن الدستور أسس بنائها واستمرارها بموجب فترة زمنية انتقالية تتوفر جدياً على عامل الثقة المتبادلة بين مكونيَ الدولة الجديدة أولاً ، وبين هذه الدولة ومواطني كل من مكونيها ثانياً وأخيراً . 5) وفي ضوء قرار المؤتمر العام العاشر بعقد مؤتمر استثنائي . 6) وبالعلاقة مع النص المرفق هنا من مشروع خطوط أ و ل ي ة في فدرلة الاتحاد . 7) وحتى تكون قيادة الاتحاد اليوم - ممثلة بمجلسه التنفيذي وأمانته العامة وسكرتاريات فروعه الأحد عشر - في مستوى العبء الاستثنائي الذي يضعه على عاتقها واقع الثورة وطموح شبابها للتغيير الثوري الملبي للإرادة الشعبية في الحاضر والمستقبل المنظور والبعيد . أقترح أن يبادر المجلس التنفيذي وأمانته العامة للبدء منذ الشهر القادم في التحضير لعقد المؤتمر الاستثنائي خلال النصف الأول من السنة القادمة 2012 . على أن يكون الموضوع الرئيس - ما لم يكن الوحيد - لهذا المؤتمر هو إعادة بناء الاتحاد على أساس فيدرالي بين فروعه (الستة : صنعاء ، تعز ، الحديدة ، إب ، ذمار وزبيد) في الشمال وفروعه (الخمسة : عدن ، لحج، أبين ، المكلا وسيئون) في الجنوب . وبما أن الأمانة العامة تتكون من أربعة عشر عضواً (أحد عشر أساسياً ثلاثة احتياط) وبالمناصفة بين أعضائها من فروع الاتحاد في الشمال والجنوب ، فإنها تبدو التشكيل الأمثل للجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي للاتحاد . وللتذكير فقط ، فهي تتكون - مع حفظ الألقاب - من الزملاء : 1. عبدالله حسين البار،2. هدى أبلان، 3. عبدالكريم قاسم، 4. صالح البيضاني، 5. محمد ناصر عولقي، 6. شوقي شفيق، 7. محمد الغربي عمران، 8. مبارك سالمين، 9. مهدي علوان الجيلاني، 10. مسعود عمشوش، 11. جنيد محمد الجنيد، 12. بلقيس الحضراني، 13. ميفع عبدالرحمن، 14. بشرى المقطري . منهم سبعة من الجنوب ومثلهم من الشمال . وللتذكير أيضاً ، يتكون المجلس التنفيذي من ستة عشر عضواً من الجنوب وخمسة عشر عضواً من الشمال ، أي مما يتيح انتقالاً سلساً للاتحاد إلى وضعه الجديد الفيدرالي . هكذا إذاً أيها الزملاء الأعزاء والزميلات العزيزات ، يكون واقع الثورة في بلادنا اليوم وما يحاصرهما من خطر كارثي مهول قد وضعا على عواتقنا نحن الأدباء والكتاب اليمنيين جميعاً - بصفاتنا الإبداعية وأسمائنا فرداً فرداً - مسئولية الريادة الأولى في مساعدة وطننا على خروجه سالماً ، معافىً ، غانماً وعزيزاً من عين عاصفة الفتنة الداخلية والتآمر الخارجي . فهل نكون في مستوى هذه المسئولية أو لا نكون؟! زميلكم المخلص : ميفع عبدالرحمن