ظلت أراضي جمعيات موظفي الدولة السكنية أمنية وحلم تراودان الموظف البسيط منذ ان قامت الدولة مشكورة بمنحه قطعة ارض وبمبلغ رمزي في بداية التسعينات من القرن الماضي ليقام عليها بناء سكني يخفف من أزمة السكن الخانقة ومن صعوبة العيش، وحق الابناء من الشباب في الزواج والاستقرار بدلا من تعايشهم غير المريح مع أسرهم في بيوت صغيرة تضم أكثر من أسرة. ولأن الحلو مايكملش كما يقول المثل ومنذ أن تسلمت الجمعيات السكنية عقود أراضي الموظفين في مختلف مرافق ومؤسسات الدولة والبالغ عددها (114) جمعية ضمت اكثر من 40ألف عضو تقدر مساحة اراضيها (1800) هكتار، ظل الأمر محلك سر الى يومنا هذا بعد ان عجزت الدولة وحكوماتها المتعاقبة في تبني سياسات واضحة وملموسة لتلك الاراضي في استكمال البنية التحتية، وبعد ان تخاذلت في إيعاز الآمر الى شركات متخصصة في عملية البناء سواء كانت شركات محلية او اجنبية للتعاقد معها في استثمار الموضوع لصالح الموظف البسيط . وأمام قساوة الظروف المعيشية الصعبة وتقلبات الأحوال ألاقتصادية وفي ظل تدني مستوى الأجور والمرتبات ومحدوديتها وحالة التذمر والاحباط واليأس الذي أصاب الموظف بعد أن أدرك بأن الحلم بات مجرد سراب وهو يرى أراضي الجمعيات مجرد أكوام ترابية مكشوفة ومرتعا للكلاب الطالة ما كان أمامه إلا إحدى الأمرين كلاهما مر، إما أن يقوم ببيعها وبأبسط الأثمان ليرضى بالقليل الموجود على الكثير المفقود، وإما تركها لمزيد من الإهمال والعبث لتكون مصدر إغراء للعابثين والناهبين كما وصل اليه الحال اليوم من عملية سطو منظم من قبل جماعات خارجة عن النظام والقانون لا هم لها سوى كسب المال الحرام والتصرف بأراضي الغير بطريقة عبثية وعشوائية على حساب الموظف البسيط كما حصل مؤخرا مع جمعية موظفي رئاسة الجمهورية في منطقة الممدارة وهو أعلى جهاز إداري في سلسلة الجهاز الاداري للدولة، مستغلين بذلك هشاشة الدولة وضعف الجهاز الامني وتعدده وتداخل صلاحياته في ظل الحرب العبثية التي تعيشها البلاد، والذي ما ان وصل الخبر الى مسامع بعض الموظفين تم التعاطي السريع مع الموضوع وتم النزول الى الموقع وتم إيضاح الأمر للمرابطين في الارضية بان الأرضية تخص موظفين مدنيين هم أصحاب الارض الحقيقيين بموجب ما يمتلكونه من عقود رسمية وقانونية من الجهات المختصة، الا اننا فوجئنا بطقم عسكري قائده وبدلا من إظهار الاحترام والتحدث مع كوادر بمختلف درجاتهم الوظيفية بلغة تفاهميه هادئة، اذ به يتحدث بلغة استعلائية تهكمية وبنبرة استهزاء وسخرية من الادعاء باننا اصحاب الارض، يتضح منها بانه شخص منحاز لا محايد لجهة لا نعلم هويتها حتى الان . ان ما جرى ويجري لأراضي بعض الجمعيات السكنية هو بالتأكيد عبث تتقاسمه الدولة مع تلك الجماعات العابثة والناهبة نتيجة لتخاذلها وتخليها عن واجباتها في تحقيق حلم هذا الموظف البسيط . اننا ومن هنا نقولها بالصوت العالي وهي الصرخة التي نطلقها الى الجهات المختصة في السلطة المحلية والاجهزة الامنية وإلى لجنة التعاون السكني للجمعيات التعاونية السكنية بأن الموظف يا سادة قد يصمد ويصبر أمام تحديات وقساوة الظروف المعيشية الصعبة وتقلبات الزمن، إلا انه عصي ويأبى الانكسار والاستسلام امام حقوقه المشروعة، وهي الصيحة ذاتها والتي نتمنى التعاطي الايجابي معها في تحقيق أمنيات ظلت تراود موظفي الدولة منذ امد بعيد، وبأن لا يترك هذا الموظف البسيط في خط المواجهة الاول مع تلك الجماعات.. وفي العادة نضع نقطة في نهاية الموضوع، الا إننا سنضع فاصلة بدلا عنها لأننا في وسط الكلام وليس في نهايته،،