فؤاد عبد القوي مرشد ( ما كان أمر وقوفي هنا إلا بكن ) بهذه الكلمات اختتمت الثائرة اليمنية توكل كرمان كلمتها وهي تخاطب المرأة اليمنية بشكل خاص والمرأة العربية بشكل عام أمام العالم ، وهن في ساحات العزة والكرامة والحرية والتغيير .
حيث نادت العالم اجمع من على منصة التتويج في العاصمة أوسلو إلى إعادة الاعتبار للشعب اليمني وللمرأة اليمنية على وجه التحديد ، حينما تحطمت النظرة القاصرة تجاه المرأة اليمنية ، في ساحات الثورة حين خرجت مطالبة بالتغيير إلى جانب أخيها الرجل وبهرت العالم بهذه الحشود الضخمة في ساحات العزة وميادين الشرف ، تهتف لا للظلم و القتل لا للفساد لا للتوريث و( ديمومة ) الحاكم المطلق ، وحيث شاركته الشهادة وروت دمائهن الزكية شجرة التغيير والحرية التي حتما ستثمر وبوادر ذالك بادية في موسم ربيعي يبشر بولوج يمن جديد وعصر خالي من التسلط والفساد والظلم .
هذا الشعب الأبي الذي سطر بشبابه وشيوخه وأطفاله ، نساءه ورجاله أروع ملاحم البطولة والتضحية والصبر شعب لم تنسى توكل أن تذكر العالم بأنه يمتلك أكثر من 70 مليون قطعة سلاح من مختلف الأنواع وترك كل ذالك في بيته وخرج إلى الساحات ، سلاحه الوحيد هو الإيمان بعدالة ثورته وبإصرار عجيب بالنصر ، رغم أن الكثير راهن على الوقت ، وصبر الثوار ، وعلى اليأس والعودة بخفي حنين ، ولكنه صبر أيوب ، وبأدوات ابتدعها ثوار الربيع العربي حيث كان سلاحهم الحناجر والصدور العارية أنها عبقرية الثورة كما قالت الثائرة توكل عندما قابل الشباب الطغيان بالورود .
آن لهذا العالم أن يغير النظرة المشوهة عن شعب اثبت انه نموذج في الثبات والصبر والإيمان بحتمية الانتصار للتغيير مهما طال الوقت ولازال حتى اليوم بهذه الساحات ينشد الخلاص بالصبر والحكمة اليمانية ، ليس الخلاص من النظام الفاسد وحسب ولكن أيضا إلى بناء يمن جديد يزيل عنه الفشل ويعيد له مكانته بين الدول التي تحترم حقوق مواطنيها والتي تعتبر الإنسان أغلى ثروة ورأسمالها الحقيقي ، نظام يبني ، ويمحي مرتبة اليمن من ذيل القوائم .
عندما تتفجر طاقات أي مجتمع يظهر ذالك جليا في حجم الانجازات على الصعيدين المحلي والعالمي ، لم تكن القاعة تحتضن الكلمات العذبة لتوكل وهي تشاهد يقينا بداية عالم إنساني مفعم بالسلام والخير والحب والوفاء كما قالت ، أيضا كانت هناك أنامل تداعب أوتار بموسيقى عذبة تصيغ الحدث بنكهة يمنية وبإيقاع موسيقي فرائحي جميل وبرائحة البن اليمني ، نجم تلألى ليضيف للمشهد النيروجي بعدا آخر عن إبداعات اليمنيين ، إنها أنامل الموسيقار احمد فتحي الذي عزف مقطوعة تجسد قدرة اليمني على الإبداع والتفوق .
أيضا جاء ذالك بعد يومين فقط من بزوغ نجم يمني آخر في سماء الغناء من العاصمة بيروت نجيب ألمقبلي ، وللعام الثاني على التوالي كانت البطولة يمنية والتفوق يمني .
وفي روما لم تكن راية اليمن غائبة كما لم يكن السلام غائبا عن الكاتبة أروى عثمان التي تسلمت جائزة المينيرفا الإيطالية 2011م حيث دعت لبناء دولة قانون ومواطنة متساوية .
أنها الطاقات والقدرات اليمنية حين تتفجر وتثبت بان اليمن ليس عدلا أن لا تتسيد القوائم . وهاهو خالد الحمادي في مجال الصحافة أيضا يفوز بالجائزة الدولية لحرية الصحافة للعام 2011م . وفي مجال الشعر خطف عبد العزيز الزراعي لقب أميراً للشعراء لعام 2011 م وفي مجال الاختراعات وفي معرض وارسو الدولي 2011م كانت هناك ثلاث ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية للمهندسين هاني محمد باجعالة وفهد عبد الله باعشن .
انه عام الثورة عام الانتصارات . فقط هذه بعض النماذج تدلل بان اليمن في أعوام خلت كان ممكن أن تكون رايته مرتفعه في كثير من المحافل الدولية وفي مجالات عدة ، فقط لولاء الفساد والإفساد ولو كان وجد من يؤمن بان الإنسان ثروة الوطن الحقيقية ورأسمالها الذي لا ينضب وان الدول والمجتمعات لا تقوم إلا من خلال قدرات وإبداعات أبنائها .
واليمني بإمكانه أن يجعل النجاح يمنيا للمرة الألف وفي ميادين شتى . طاقات تثبت بان هذا الشعب قادر أن يبني يمن جديد بلوحة مكللة بالجوائز والميداليات والنياشين . *عدن الغد