ضمن حفلات التهييس التي تقفز من وقت إلى آخر: فشلت الحكومة اليمنية في ملف الخدمات في عدن. انخرط في هذا التهيّيس أناسٌ كانوا في السابق مفكّرين سياسيين، مثل عيدروس النقيب. إليكم كيف تجري هذه المعادلة: ستسيطر "كتائب" المجلس الانتقالي على الأمن، كل الأمن في المدينة. أيضاً سيشكل المجلس الانتقالي سلسلة موازية من الكتائب تمارس مهام "قوات مسلّحة". تُستبعد الحكومة / الدولة من الموضوع الأمني: لا تعلم عنه شيئاً، لا تتدخل في نظامه. أما الأجهزة الأمنية فتقيم علاقات مع "دول" أخرى بمعزل عن الحكومة. لاحظوا ما يجري: أجهزة أمنية داخل دولة تقيم "علاقات" ثنائية مع دولة أخرى بعيداً عن الحكومة. يتعدى الأمر مسألة العلاقات إلى الخدمات. في قوانين أي دولة، سواء أكانت دولة متقدمة أو فاشلة، يصنف هذا السلوك ضمن النشاطات الإجرامية المعادية للأمن القومي. (أي نقاش حول هذه المسألة سيكون نقاشاً بهيمياً عظيماً) ما المطلوب من الدولة؟ الجواب: على الدولة أن تقوم بواجبها وتقدّم الخدمات فلديها ما يكفي من الموارد. بمعنى: أن تعمل الدولة كخدّامة أسيوية، بشرط: أن تأتي الخدامة الأسيوية ومعها فلوسها كمان! وماذا عن الموضوع الأمني، عن حق الدولة في ممارسة السيادة، عن احتكار الدولة للسلاح وقوة القهر والعلاقات الخارجية، واحتكار الدولة لموضوع "القوات المسلحة"؟ الجواب: هذه قضايا لا علاقة للدولة بها. إليكم ما قاله الأمين العام للمجلس الانتقالي، أحمد حامد لملس، لصحيفة لوفيغارو الفرنسية: "أجهزة الأمن الجنوبية، وفي مقدمتها الأحزمة الأمنية والنخب، تفرض وجودها على الأرض، والحكومة فشلت في ملف الخدمات، رغم امتلاكها موارد كافة". الدولة على شكل خدامة أسيوية معها فلوس: اخبزي يا جارية ولما تخلصي نطي من الشباك لعنبو من جابك. ولا تنسي تحطي لنا الفلوس تحت التلفزيون! هكذا يجري التهييس وبمساهمة عملاقة من مفكّرين سابقين. من العام 2011 وأنا أكتب في مسألة واحدة: شرح أكثر الأشياء وضوحاً وتفاهة. كان الدكتور محمد المطري، أستاذ الجراحة المعروف في عين شمس، إذا أدركه الإحباط والتعب يصرخ في الطلبة قائلاً: "يا جماعة انهاروا، انهاروا عشان خاطر ربنا، انهاروا عشان المعلومة تخش، مقاومتكم هي اللي بتمنع وصول المعلومة" LOL الله كبير م.غ.