كلما جاءت مرحلة من مراحل هذه الحرب قلنا ستهلكنا، وسيهلك اليمن ويتمزق تحت ضرباتها، فما هي إلا سحابة صيف سرعان ما تنقشع، وكلما حلل المحللون وصفوا لنا المستقبل اليمني بالمأساوي والمتفائل منهم من يصفه بالضبابي، وتمر المرحلة تلو المرحلة بقيادة هادي لدفة السفينة ويضرب بتوقعاتهم عرض الحائط، فيا له من ربان ماهر، ويا له من حكيم مجرب، يقود المتمردون دفة السفينة نحو المجهول ويأبى هادي إلا أن تتجه نحو بر النجاة، تتداعى قوى الشر للنيل من اليمن، ويقف لهم هادي شاهراً سيف حكمته ودهائه، فيتساقطوا كما يتساقط الجراد على شفير النار . الراكبون في سفينة هادي لا خوف عليهم من تقلبات البحر ولا من ارتفاع أمواجه، فالربان ماهر، ويعرف أين يكون الخطر ، ومتى يكون الموج، فكل تحركات السفينة محسوبة، لهذا سينجو القبطان وستنجو السفينة وسينجو من فيها، وكل ذلك بإذن الله، كلما قلبوا المواقف، قلب هادي لهم التكتيك، وتعددت الخطط، فلكل يوم عند هادي خطة ولكل خطة تكتيك، فأرهقت خطط هادي وتكتيكاته الخصوم، فجعلهم يعيشون في حيص بيص، وجعلهم يضربون أخماس في أسداس . عظيم وحكيم وهادئ وهذا ما جعل المتسرعين يرهقون أنفسهم، وجعلهم يلهثون في كل مكان بحثاً عن نصر هنا أو هناك، فأضاعوا كل شيء، وعلموا أن النصر لا يحققه إلا المخططون الماهرون الحكماء، وهذه الصفات هي صفات هادي . هادي أذهل الجميع بخططه، وجعلهم يقلبون صفحات سيرة الرجل، فأبهرهم ما فيها من إضاءات، فهو رجل سياسي وعسكري مؤهل، درس في أرقى الأكاديميات، فهو الرئيس الذي لهثت بعده السلطة وتلقفته وهو في مقتبل شبابه، فتشرب السياسة والعسكرية مبكراً، هو رجل دولة منذ نعومة أظافره، وهكذا هم الزعماء تطلبهم الرياسات مبكراً، ولا تقبل بغيرهم، وهادي من هؤلاء القليل النادر. هادي هو الرئيس الذي يؤسس ليمن جديد الكل سيشارك في حكمه والكل سيعيش حراً مستقلاً، سيأكل الجميع من خيرات وطنهم، فوداعاً للمركزية المقيتة، وداعاً للحاكم الفرد، فتباشير الدولة اليمنية الحديثة قادمة بكل تفاصيلها، ولكن مجيئها بعيداً عن الاستعجالات الرعناء مطلوب، فكل خطوة عند الرئيس هادي محسوبة، فلقد ولى عهد الاستعجالات والهروب، لأن القائد هادي، فكل يوم سنرى وطناً جديداً يتشكل ينعم فيه المواطن بخيرات وطنه بعيداً عن الفشخرات الكاذبة، والخطابات والنعيق الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فالجيوش اليوم تحرر الحديدة وبأقل التكاليف، فالرئيس هادي داعية سلام بالمقام الأول، فلا خوف على الوطن في ظل قيادة هذا الرجل المنصور، فهادي ربان ماهر وحكيم مجرب.