هناك تخوف جنوبي من محاولات ومساعي خليجية تمهّد لتمكين عفاشيين في مناصب مهمة لإدارة شؤون الجنوب في المرحلة القادمة، أي مرحلة التسوية السياسية وما بعد الحرب. وهذا ما لن يرضاه شعب الجنوب الجبار، لسبب وجيه وهو ان كل القوى الشمالية - سواء كانت عفاشية أو (إصلاحية) أو حوثية - هي عدواً لنا ولن نرضى ان تحكمنا مرّةً أخرى مهما كلّفنا ذلك من ثمن. فعلى دول التحالف ان تتنبه جيداً في تعاطيها السياسي مع ملف قضية الجنوب - أو ان أردنا الدقة في التصويب والتصحيح - ان لا تكون نظرتها السياسية قاصرة وفاترة تجاه أهداف الثورة الجنوبية التي قامت قبل ان تقوم عاصفة الحزم بسنين دون أدنى إهتمام بعدالة مطالبها المشروعة أو حتى تسليط ضوء بسيط عبر منابرها الإعلامية جرّاء ما حصل لأبناء الجنوب من ظلم وقتل وسحل وإضطهاد قامت به عصابة صنعاء باسم الوحدة. كما ان من الواجب السياسي لهذه الدول وانطلاقاً من المبدأ الديمقراطي، عليها إبداء مواقف رسمية فيما يتعلّق بتقرير مصائر الشعوب وإحترام إرادة شعب الجنوب وتضحيات واستبسال المقاومة الجنوبية التي لولاها لما كان بمستطاع دول التحالف ان تقوم بطرد مقاتلي الحوثي وعفاش من محافظات الجنوب أو ان تسيطر على شبر واحد في الساحل الغربي، حتى وأن استخدمت كل الصواريخ التي تمتلكها في ترسانتها العسكرية. فالملمّ بالخطط والتكتيكات العسكرية في الحرب يعلم جيداً ان الطائرات الحربية وحدها - مهما كانت قوة صواريخها - لا تحّسم المعارك لصالحها ان لم يكن هناك من يساندها على الأرض، كما فعلت وتفعل المقاومة الجنوبية في مساندتها لدول التحالف في حربها على الحركة الحوثية والجماعات الإرهابية المتطرفة.