مرت أكثر من خمس سنوات عندما تقدمنا الى فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أثناء زيارته الى عدن برؤية متكاملة حول إقامة إقليم إقتصادي وتجاري لعدن والتي تمنح من خلاله وضعاً خاصاً وإستثنائياً لهذه المحافظة التي تعرضت للظلم لأكثر من خمسين عاماً وقد إستحسن الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي هذه الرؤية، وطالبناه برفع الظلم وإنصاف أبنائها وإعادة الإعتبار لها ،، هذه الرؤية تمثلت بأن يكون لعدن إقليماً مستقلاً ..... إقليماً يمتد شرقاً إلى زنجبار وجعار، وشمالاً إلى العند، وغرباً إلى باب المندب، لأن هذه المناطق هي عمقها الأمني والمائي والغذائي وبها مساحات واسعة لإيجاد تخطيط حضري جديد يتناسب مع متطلبات المرحلة، وتضاريسها متقاربة أيضاً.. اليوم وبعد أن تحررت عدن من أكثر من ثلاث سنوات ممن أحتلها وعبث بها ودمرها وخربها تعيش في مأساة حقيقية. هذه المأساة التي تعتبر بنظري أكبر وأخطر من أي مأساة أخرى تتعلق بالخدمات والبنى التحتية لعدن،اليوم في عدن تدمر القيم والروابط الإجتماعية ويزرع بدلاً عنها الإحباط والتمزق والبحث عن الهوية المجهولة وانكسار الأمل والطموح لدى الشباب والشابات. عدن اليوم تبكي ظلم القريب قبل البعيد عدن اليوم تبكي من مزق أحشاء ترابطها وألفتها عدن اليوم تبكي من شقق خديها بأخاديد الكراهية والأنانية عدن اليوم تبكي من سرق بسمة أطفالها وريحة أزهارها عدن اليوم تبكي من حرم كوادرها وقاداتها ومفكريها من أن يعاملوا بعدل وإنصاف عدن اليوم تبكي لإخفاء وقتل علمائها ومرشديها عدن تبكي لأنها لم تجد من يسمع ندائها من خمسين سنة..... فهل تجد اليوم من يكفكف دمعها فيا فخامة الرئيس ويا نائب الرئيس ويا رئيس الوزراء والله ثم والله أن أنين أهلها ودعواتهم قد تصيبكم فكفكفوا دموعهم قبل أن تصل دعواتهم السماء نبيل سعيد غانم 23/6/2018