ثمة أكثر من 22 مليون يمني — أي ثلاثة أرباع السكان — بحاجة إلى مساعدة إنسانية وحماية، بمن فيهم أكثر من 11 مليون طفل، وقد باتت الحياة في اليمن جحيماً لا يطاق للأطفال بسبب النزاع الدائر. تُهدد معركة الحُديدة، وهي ميناء على البحر الأحمر، أرواح مئات الآلاف من الأطفال في المدينة. وثمة ملايين آخرون في جميع أنحاء اليمن يعتمدون على السلع الإنسانية والتجارية التي تدخل عبر ميناء الحُديدة يومياً للمحافظة على بقائهم. ويُقدّر أن أكثر من 5,000 أسرة من الحُديدة فرت من منازلها منذ 1 حزيران/ يونيو للنجاة من القتال العنيف والقصف العشوائي والغارات الجوية. ويواجه المدنيون الفارّون، الذين يسعون للنجاة بأرواحهم، خطر الألغام الأرضية، والمعارك الدائرة، وانعدام الأمن. وكان من بين ضحايا القتال نساء وأطفال. الفتاة التي تظهر في الصورة ترقد في مستشفى في الحديدة في 9 حزيران/ يونيو 2018. وقد تعرضت لإصابة، كما أصيب أشقاؤها وعمها بينما كانت الأسرة تسعى للفرار من القتال في إحدى مناطق المدينة. وحتى قبل بدء القتال، كانت الأوضاع في الحُديدة من بين الأسوأ في اليمن — إذ يعاني ربع أطفال المدينة من سوء التغذية الحاد. وكانت المدينة إحدى بؤر تفشي الكوليرا في العام الماضي، في إحدى أسوأ حالات تفشي المرض في التاريخ الحديث.
وتوجد اليونيسف في الميدان لتوفير الخدمات المنقذة للأرواح لأطفال المدينة وأُسرها، ونحن نسعى إلى مواصلة وجودنا هناك والاستمرار في توفير هذه الخدمات.
كما أننا ندعو كافة أطراف النزاع، أينما كانوا في اليمن، والجهات التي تؤثر على هذه الأطراف أن تُبقي الأطفال بعيداً عن الأذى وأن تحمي الهياكل الأساسية المدنية. وتماشياً مع القانون الدولي الإنساني، يجب على جميع أطراف النزاع أن يوقفوا فوراً الهجمات على المدنيين وعلى الهياكل الأساسية المدنية وأن يوقفوا أي أنشطة عسكرية بالقرب من هذه المرافق المدنية أو من داخلها، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومرافق المياه.
حقائق سريعة المدينة والمناطق المحيطة بها هي من المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في اليمن. ويبلغ عدد سكان الحُديدة حوالي 600,000 شخص، بمن فيهم 300,000 طفل، وهم عالقون في وسط المعارك. تخشى الأممالمتحدة من أن ما يصل إلى 250,000 شخص — بمن فيهم أكثر من 100,000 طفل — سوف يخسرون كل شيء، حتى أرواحهم، إذا تصاعدت الهجمات العسكرية الجارية. الحُديدة هي أهم نقطة دخول للأغذية والإمدادات الأساسية لليمن. ويدخل ما يقارب 70% من واردات البلد، بما في ذلك السلع التجارية والإنسانية، عبر الحُديدة والصليف الواقعة في شمال محافظة الحُديدة. وسيكون لتعليق أنشطة الميناء تأثير إنساني كارثي على الأطفال. ثمة أكثر من 11 مليون طفل حالياً بحاجة إلى مساعدة إنسانية. أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمين لا تؤدي وظائفها بسبب الأضرار التي لحقت بها أو بسبب نقص الميزانية التشغيلية والموظفين. ولم يحصل العاملون الصحيون على أجورهم منذ أكثر من سنة. في عام 2018، يُقدر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ب 1.8 مليون طفل، بمن فيهم حوالي 400,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يهدد أرواحهم. أدى التدهور الذي تشهده أنظمة المياه والصرف الصحي إلى حرمان 8.6 ملايين طفل من إمكانية الحصول المنتظمة على المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، مما يزيد خطر انتشار الأمراض. ثمة حوالي 2 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس، كما أن خدمات التعليم التي يستفيد منها 4.5 ملايين طفل آخر مهددة بسبب عدم دفع أجور المعلمين منذ أكثر من سنة.
إنقاذ الأرواح في اليمن توجد اليونيسف في الميدان في جميع أنحاء اليمن لتقديم الإمدادات والخدمات المنقذة للأرواح للأطفال. وفي عام 2017، قامت اليونيسف وشركاؤها بما يلي: وفروا المياه المأمونة لحوالي 10 ملايين شخص. وزعوا أكثر من 960 مليون قرص لتعقيم المياه في اليمن للاستجابة لأزمة الكوليرا، والتي تُعتبر أكبر تفشٍ يُسجل في التاريخ. عالجوا حوالي 227,000 طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم. ساعدوا حوالي 1.7 مليون شخص في الحصول على تثقيف وتوعية بشأن أخطار الألغام الأرضية. وفروا تحويلات نقدية، عبر شراكة مع البنك الدولي، لأكثر من 1.3 مليون أسرة من أشد الأسر ضعفاً. وفروا فرص تعليم رسمي وغير رسمي لأكثر من 370,000 طفل.