تحل بعد أيام قليلة الذكرى الثالثة لتحرير العاصمة عدن وتطهيرها من دنس المليشيات الانقلابية .. وبهذه المناسبة الغالية أود أن أسجل بعض الانطباعات الشخصية عن واحد من رموز هذا الانتصار الكبير وأعني به قائدي العظيم اللواء الركن فضل عبدالله باعش .. بطل الجبهة الشمالية الشرقية في عدن وصانع انتصاراتها الباهرة. والحديث عن فضل باعش حديث عن سيرة مشرفة حافلة بالإنجازات .. ففي هذا الصدد يقول الأخ حسين محمد التابعي (تلميذ فضل باعش ورفيق دربه) أنه وخلال أزمة الغزو التي عصفت بمدن الجنوب عامة وبعدن على وجه الخصوص وفي الوقت الذي تخاذل فيه الكثيرون وتقاعسوا عن أداء الواجب الجهادي المقدس قام فضل باعش بتأسيس وقيادة جبهات الممداره والمصعبين والخط الساحلي وصولا إلى أبين و لودر وما بعدها .. وذلك تحت أشراف ومتابعة المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية فانعكس ذلك على بقية الجبهات ودفعها إلى تحقيق الانتصارات المتوالية وفي زمن قياسي تم دحر المليشيات الحوثية وكنسها من المناطق التي احتلتها.. ويضيف أبو مالك التابعي ((وكان من الطبيعي بعد ذلك أن يكلف الأخ المناضل (فضل باعش) بإنشاء وقيادة لواء النصر الذي كان النواة الأولى لما يعرف الأن بقوات الأمن الخاصة والتي تشكلت من عناصر المقاومة الشعبية التي قاتلت مع فضل باعش أثناء فترة الحرب )). وقد أستطاع الأخ القائد وبمجهود أسطوري وفردي بناء هذه الوحدة الأمنية الباسلة وعمل على الارتقاء بها وتحسين أدائها النوعي وحشد لها كل الطاقات والامكانيات والدعم حتى تمكنت من الوقوف على قدميها وصارت القوة الرئيسية والضاربة لوزارة الداخلية وللحكومة الشرعية.. وما كان ذلك لينجح بعد توفيق الله لولا المزايا التي يتمتع بها الأخ القائد والتي يمكن إيجازها فما يلي: أولا : شخصية قوية ومؤثرة تتسم بقدر هائل من الهيبة والصلابة تستطيع زرع الخوف في قلوب الأعداء وبث الثقة في نفوس الموالين . ثانيا: عقلية استراتيجية عملية قادرة على اتخاذ القرارات المناسبة من خلال دراسة الظروف والمعطيات والبيانات المتاحة. ثالثا: حس وطني نابح من عقيدة راسخة لا تعترف بالحسابات المصلحية والعنصرية والمناطقية الضيقة ولا تخضع للإملاءات الخارجية. وللأخ القائد علاوة على ما تقدم صفات أخلاقية وإنسانيه راقية كالكرم والشجاعة والوفاء وروح الدعابة والإحساس بمعاناة الأخرين وله – بالصلاة على النبي- همة عالية ونشاط يثير الأعجاب فهو إما في الخط الأمامي لساحات المعارك وإما في ميدان التدريب تحت أشعة الشمس الحارقة أو خلف طاولة عمليات إدارة القوات أو في نقاط التفتيش والحراسة او في بيت شعبي متواضع لمواطن بسيط يعاني من مشكلة ما وهو في كل الأحوال دائم التواجد في وجدان جنوده ومحبيه ولا يسعني في الختام إلا أن أتقدم للأخ القائد وبالنيابة عن جميع الزملاء بأسمى آيات الشكر والعرفان على كل ما قدمه وأقول له : بارك الله في عمرك يا أبا عماد وأعزك بطاعته ودمت في خدمة الوطن .