سيسقط الإنقلاب، وتغادر جماعة الحوثي من حيث أتت، ومع ذلك ستظل تعز مجهاش ل(الهضبة)، وقرارها بيدهم إذا لم تحدث معجزة!! تعيد الهضبة ترتيب أوراقها وزرع أنيابها وسط الجسد التعزي، وبيدهم القرار العسكري والأمني، ويتحكمون بمصير المحافظة من خلال مافيا الكيان الخبيث. تحكم الهضبة سيطرتها على أنفاس تعز (داخليا شرعية، وخارجيا إنقلاب)، وليس لأبناء المحافظة قرارا في إدارة شؤونهم، ومعظم قادتها بيادق وبنادق أجيرة. ثمانية أعوام من الثورة والمقاومة لم تنجب قائدا تعزيا عسكريا أو جماهيريا يمثل المحافظة، ويعبر عن تطلعاتها ويقود أحرارها نحو التحرر من عصابة الهضبة. لا يوجد حزبا سياسيا يمكن المراهنة عليه ويمتلك قدرة على قيادة الجماهير، فكلهم يبحثون عن فتات مصالحهم في "بدروم" المافيا يد الهضبة العليا في المحافظة. وتقدم الأحزاب ذاتها أدوات ذميمة لعصابة الهضبة منذ انطلاق ثورة 11 فبراير وبعد الإنقلاب السلالي وحتى هذه اللحظة، ويقفون صفاً واحداً مع المافيا ضد التطلعات التعزية. تختلف الأحزاب السياسية حول كل شيء، ويتفقون على توفير الغطاء السياسي المريح لسيطرة الهضبة (الزيدية) على تعز وقتل التطلعات المشروعة لكافة أبنائها في الحرب والسلم. وتمكنت الأحزاب الخبيثة من غرس قناعات داخل عقول قطيعها تجرم تأييد مطلب الإستقلال التعزي على سلطة الهضبة، ويعتبروا حشد الهمم لإنهاء لعنة هذه التبعية جريمة لا تغتفر. تحتاج تعز اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى ثورة سلمية ولو اقتضى الأمر كفاح مسلح بهدف التحرر من الهضبة وأدواتها، وبلا شك، لن يكون درب الخلاص مزروعا بالورد. العامل المشجع لإحراق المراحل تمكن في قناعة الناس للتخلص من مافيا الهضبة، وإذا وجد قائدا تعزيا مخلصا نظيفا، ولا يخضع لأي حزب خبيث، سيكون بإمكانه أحداث معجزة خلال فترة وجيزة. إثارة هذا الموضوع يزعج النخب الحزبية المرتبطة بالهضبة وشقاتهم الاشاوس، وسيصنفونا (مناطقي)، ومع ذلك لن أكترث بهم، وسادافع عن حق التعزيين بالتحرير.