اليمن اليوم تتقاذفه الأمواج والأهواء, والزلزال الأكبر قادم, والدولة المدنية تكاد تكون في المشمش, يجب إن يعلم المتصارعون أنهم لن يجدوا وطن يحكمونه, ولا شجرة تظلهم ولا جيش يعيدون هيكلته, ولا وحدة يتغنون بها ويجعلوها بحكم الدين واجب مقدس, و معمدة بقوة المدفع والدم, لقد ضاق هذا الشعب المسكين, وتردت الخدمات وانتشرت الفوضى, وانفلت الأمن, وكثرت المظاهر المسلحة في مدن حضرية كحضرموت وعدن, وأصبح الوطن مفتوح يتدفق إلية الأفارقة بكثافة حتى وصل عددهم اثنين مليون على الأقل. البيان الأخير لعلماء اليمن وضع صخرة كبيرة في طريق التغيير, وقطع الشك باليقين, وبخر ما بقي من أحلام التوافق, والغريب ان أولئك العلماء هم الأقرب من صف الثورة, لقد وصل الوضع إلى حد لا يحتمل السكوت فالوطن هو بيت اليمنيين جميعا ولا يجوز ان نهدمه من اجل سلطة اومال رخيص, الوقت يمر والأشقاء والأصدقاء بذلوا جهد يشكرون علية و يبقى الأمل والرهان على من يحمل في نفسه إيمان بالله وحبا للوطن.الثورة تعني الكثير,,, ولا يمكن اختصارها بالخروج للساحات, أو الانتقال من حزب لأخر, أو تشكيل حزب جديد, الثورة سلوك ومبادئ وأخلاق وقيم إنسانية تنبع من وجدان الثائر لتجعله يثور عن نفسه أولا فيغسل قلبه من الحقد ويتخلى عن الفساد ويعترف بخطاه ويعتذر لضحاياه, لقد صدم شعبنا وفقد الأمل حين رأى العلماء يطلون من الماضي الأسود ببيانهم المنحوس ليتأكدوا ان علماءنا الإجلاء لايزالون يسيرون على نهج حرب94 المشؤمة.
لقد اتضحت الصورة إن الثورة لم تحن بعد وان ما حصل هي أزمة وإرهاصات ثورة وصراع على السلطة لاقتسام الكعكة, وطالما ان الأطراف بنفس العقلية وبنفس السلوك سيبقى اليمن في ذيل قائمة الدول, وستبقى الدولة المدنية بعيدة المنال حتى يأتي الله بفرجه, وسيبقى الفاسدون جاثمون على مقدرات هذا الوطن الجريح, وسيبقون فقراء نفوس حتى لو جمعوا مال الدنيا فلن يشبعوا منه.ما نقصده من المصالحة إن الاختلاف ليس له ما يبرره طالما وهو لم يحمل أي تغيير غير أنه يضع زيد محل عمر.
ان الأوطان لا تبنى الا بالعلم والعقول السليمة, والواقع يثبت إن من فشل بالأمس سيفشل اليوم, وهذا ليس من تشاؤمنا بل من حقيقة الأرض, وعلى العالم إن يدرك إن المعا لجة بهذا الشكل ستصل إلى طريق مسدود حتما, وعلينا ان نستعرض نماذج فشلنا في التشطير وفشلنا في الوحدة وفشلنا أيضا في التغيير, ونقول لمن يعيش في القرون الوسطى بعقلية الفيد والغنيمة, أتقو الله يا قوم فلديكم من المال ما يكفي حتى قيام الساعة, فلا تجعلوا الشيطان يزين لكم الدنيا فانتم أكثر الخاسرين أمام الشعب اليمني, لان الشعب قد خسر بسببكم كل شيء وبفعل هذه الأزمات المتلاحقة, من أمنة قبل عيشة, لقد أصبح الوطن في خطر محدق والانهيار قادم لامحالة, ما لم يتدخل العقلاء بتوفيق من الله لإنقاذ هذا الشعب, وعلى الأشقاء وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى السعودية إن تنصب خيامها على طول الشريط الحدودي كون نسبة المجاعة ارتفعت بشكل مخيف, لان الدولة اذا انهارت فلن يستطع العالم فعل شيء وعلى القوى السياسية ان تراجع حساباتها, وعلى العالم ودول الجوار ان لا تبني تحالفاتها ضد أرادة الشعب وطموحة في التغيير حتى لا يبقى الجمر تحت الرماد, فاليمن مختلف عن بقية الدول العربية بحكم فشل دولتي الشمال والجنوب في الوحدة والتي لم يتم الاتفاق والمعالجة بشأنها حتى اللحظة, و مازالت أسيرة فتاوى الأمس وفتاوى اليوم, والتي نخشى لا سمح ان تؤدي باليمن إلى التفتيت. *عدن الغد