تزداد أهمية المشاركة المجتمعية في تحقيق هدف النظافة والتحسين وتتسع آفاقها في ظل مساعي صندوق النظافة والتحسين في عدن لتفعيل جهوده على نحو حثيث للوصول إلى أهدافه في الارتقاء بمستوى مهامه وواجباته، ليس فقط كون عدنالمدينة الحضارية وذات العراقة والتاريخ المجيد، بل أيضاً لكونها اليوم تمثل واجهة الوطن وعاصمته المؤقتة . وتزداد تلك الأهمية لتغدو في مستوى الضرورة الماسة ولا سيما في ظل الظروف الحالية المحيطة بالبلاد على مختلف صعد الحياة وخصوصاً الظروف الاقتصادية والمعيشية والأمنية وتأثيراتها السلبية على ما ينبغي أن يُصرف على جانب النظافة العامة والتحسينات، فضلاً عن أنها شكلت كابوساً خانقاً على حياة الناس وعلى دخلهم وكذلك على موارد النظافة المقرة بمقتضى القانون .
ويمكننا القول هنا أن تلك الأوضاع قد أدت كما ذكرنا مراراً وتكراراً إلى ضعف مصادر الدخل لدى الصندوق ومهامه الإنسانية التي تمثل شريان الحياة لكل أنشطة المجتمع وإلى العجز عن شراء الآليات والمعدات اللازمة لتعويض آليات وسيارات الخدمة التي نُهبت وفُُككت وسُرقت أثناء الحرب الظالمة على عدن والمحافظات المجاورة ، فضلاً عن النفقات التشغيلية وفي مقدمتها مصاريف الوقود والزيوت وخلاف ذلك التي ارتفعت أسعارها وشكلت أعباء مضاعفة وكوابح حقيقية في مواجهة جهود الارتقاء .
كل ذلك وغيره أدى إلى مضاعفة أهمية المشاركة المجتمعية، وفرض علينا جهوداً مضاعفة في جانب التوعية البيئية للناس في البيت والشارع والمدرسة والمحلات التجارية والورش ومواقع العمل المختلفة للارتقاء بأساليب التعامل مع المخلفات، فتم حشد أعداد من المختصين المؤهلين للوصول إلى مختلف فئات المجتمع والوصول بالتالي إلى الغايات المرجوة من التعاون والمشاركة المجتمعية في جهودنا الدائبة لإشعار أفراد المجتمع بواجباتهم نحو النظافة والتحسين لتخفيف الضغط علينا في هذه الظروف الصعبة .
ولئن كانت الثمار لا تزال حتى الآن متواضعة جداً إلا أن الأمل سيظل يحدونا لبذل المزيد من الجهود والوصول مع المجتمع إلى كلمة سواء مؤداها: أن النظافة ستبقى صمام سلام وأمان للجميع وأساس بقاء حياتهم ومعاشهم وأن النظافة لذلك ستظل بالضرورة واجباً لا يؤدى إلّا بمشاركة الجميع، ولا يتم إلّا بتفاعل الكل.
نائب المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين / عدن