عندما تزور عدن تصاب بالصدمة والذهول مما آل إليه حال تلك المدينة التي كانت يوما ما عاصمة دولة وحاضرة الجزيرة العربية .. حين تراها اليوم تفقد توازنك وتشعر باضطراب معوي ونفسي معا .. ولن تجد صعوبة إن أردت أن تتقيأ ( تطرش ) فمن السهولة بمكان أن تجد إلى ذلك سبيلا .. فهناك فترينات الزبالة والقمامة مرصوصة بعشوائية مغرفة على جزر الشوارع وهناك طفح المجاري كالنهر الجاري جنب إلى جنب في الشيخ عثمان وكل شوارع عدن التي كانت تعبق بروائح البخور والعطر والفل والكاذي والريحان بمختلف أنواعه وعندما تسأل لماذا كل هذا الإهمال من الجهات المختصة ؟! يأتيك الجواب على طرف الألسن .. " عمال النظافة بلا مرتبات " تقول فتسال أين موارد صندوق النظافة من أكبر موارد الصناديق في كل المحافظات ؟! يقولوا لك هي تنفق للمتنفذين وما شاكلهم حينها تشعر أن أولئك المسؤولين تركوا مهام عملهم وذهبوا يتشاكلون على من يحكم ومن هو الأفضل على إتعاس الناس في هذه المدينة لا إسعادهم وهى صورة نرى ساحاتها في الصراع الدائر بين شرعية وانتقالي لا تجدهم يفكرون بمحاربة الانفلات الأمني وأهمية أن تنتهى أشكال الجماعات المسلحة والمسلحين الذين يمخرون عباب ريح الشوارع بأطقمهم المدججة في عنجهية رجل الغاب .. ناهيك عن الانتهاكات الجسيمة التي تمارس في هذه المدينة المغلوبة على أمرها أكثر من ثلاث سنوات والناس تتحمل المعاناة والمآسي ولا من يلتفت لأوضاعهم فماذا نسميكم أيها المسؤولون عنا غير أنكم إحدى علامات القيامة ..
وإن البلد أصبحت منكوبة ببعض ابنائها .. ولو بعث المناضلون الذين أخرجوا بريطانيا من عدن ورأوا حال المدينة لطالبوا بعودة الاحتلال البريطاني ولقدموا الاعتذار للمحتل البريطاني لأنه كان أرحم بأهل البلد بسنين ضوئية من هؤلاء النفر من أبناء البلد الذين عاثوا فيها فسادا لا مثيل له ..