منذ أن تم غزو العراق في 1990 والشعوب العربية تتكاثر انتمائاتها بعدد هوياتها. كل انسان على وجه الأرض له هويات عدة فهو كائن حي وهو انسان وهو ذكر أو انثى هو من هذه الدولة أو تلك هو من هذه الديانة أو تلك هو من هذه الطائفة أو تلك هو من هذه العائلة او تلك ... من تلك الحركة من ذاك الحزب من ذاك الحي الخ. الهويات تكاد تكون ما لا نهاية. تعدد الهويات هو امر طبيعيي في حياة الانسان لكن يكون اشكالا عندما تتنافر الهويات مع بعضها داخل الانسان الواحد. وللاسف هذا كثر ما نراه في العالم. فما يحدث هو أن الإنتماء لهوية يأتي على حساب هويات أخرى. فمثلا البعض يرى انتمائه لأسرته أهم من هويته السياسية والعكس أيضا يحدث، أو أن انتمائة الديني هو أهم من انتمائه الوطني والعكس كذلك واقع. الإشكالية مطروحة عالميا فما قامت الحروب الا لأننا نفتقد انتمائنا للبشرية ونعطي أهمية أولى لإنتمائنا الوطني أو العشائري أو الديني. ما يحدث في المنطقة العربية هو تشرذم لهوية المواطن، فاصبح المواطن شيعة قبل كونه عراقي وسنة قبل كونه سوري وايهما قبل كونه مسلم، ومسلم قبل كونه يمني، ومسيحي قبل كونه عراقي وحماسي قبل كونه فلسطيني وخليجي قبل كونه عربي ... الخ. وايهم قبل كونه انسان. هناك صراع حقيقي جاري برز بكثرة خلال فترة الربيع العربي، صراع لاثبات الهوية الثقافية لكل مواطن العربي. في بيئة تطالب فيها الشعوب بالحرية والمساواة أصبح لما تسمى بالاقليات فرصة لتعلي صوتها ولتعبر عن نفسها وتطالب بحقوقها، كما أصبح لها قوة سياسية داخل كل دولة تسعى لبناء نظام ديمقراطي مما غير موازين القوى داخل كل وطن، فكان لذلك تداعيات اقليمية، مما جعل المطالبة بالحقوق والارادة لاثبات الهوية الثقافية صراعا مؤلما يملأه الخوف والتوجس خالقا بيئة رعب وتخوين، ناقلا ماضي الثقافة الدكتاتورية الى حاضرنا. أصبح الربيع يطالب بالحقوق والحرية ولكن للأغلبية فقط وعلى الباقي أن يخرس باسم الأمن الوطني. أصبح الربيع العربي لا ينظر لما هو حق وانا لما هو استراتيجي . فهل هي ثورات للحقوق أم ثورات للأغلبية؟ على الشعوب وعلى راسها الساسة والمثقفون والإعلاميون أن ينتبهوا لخطورة ما يفعلوا من تأصيل التقسيم الطائفي والديني والسياسي للمواطن العربي باسم الأمن الوطني والقومي. للاسف تربت الشعوب العربية على أيد سلطوية فاصبحت تعيد انتاج ذاتها الثقافة. يجب احترام الأقليات وتحفيز التعددية ووضع القوانين والبرامج الثقافية والتعليمية والإعلامية لذلك. هل اذا انا شيعة اتفرج على قناة تلفزيونية واذا انا سني على اخرى، اذا انا كردي على قناة واذا انا ماروني على اخرى؟ لا أقول منع هكذا قنوات ولكن أقول أن قنوات الوطن يجب أن تعبر عن مختلف الطوائف الشعبية ويجب أن يكون هناك تركيز واهتمام بذلك. يجب أن تعبر الكبب المدرسية والبرامج الثقافية الوطنية والسياسات العامة على أن الوطن ملك لطوائف مختلفة وليس لواحدة والأخرى ضيوف عندها. الصراع الذي نعيشه الآن هو صراع سياسي لاثبات هوية الأقوى لا علاقة له بالحقوق والحريات والديمقراطية التي خرجت الشعوب العربية ثائرة من أجلها، ولذلك على الثوار أن لا ينزلقوا فما يسمى بالخطاب الأمني، إنما هو خطاب تسلطي يريد اثبات هجمونية الأقوى. الربيع العربي أتى لنصرة الضعفاء. كما إن أفضل سياسة أمنية هي اعطاء الحقوق الكاملة لكل مواطن واحترام هويته وقوننة حريته والتعبير عن هويته. عندما يحس كل مواطن أنه سالم وآمن داخل بلده فهو لا يبحث عن انتمائات خارجها. الاضطهاد هو أكبر خطر على الأمن الوطني، أفلا تعقلون؟
منذ أن تم غزو العراق في 1990 والشعوب العربية تتكاثر انتمائاتها بعدد هوياتها. كل انسان على وجه الأرض له هويات عدة فهو كائن حي وهو انسان وهو ذكر أو انثى هو من هذه الدولة أو تلك هو من هذه الديانة أو تلك هو من هذه الطائفة أو تلك هو من هذه العائلة او تلك ... من تلك الحركة من ذاك الحزب من ذاك الحي الخ.الهويات تكاد تكون ما لا نهاية.
تعدد الهويات هو امر طبيعيي في حياة الانسان لكن يكون إشكالا عندما تتنافر الهويات مع بعضها داخل الانسان الواحد. وللاسف هذا كثر ما نراه في العالم. فما يحدث هو أن الإنتماء لهوية يأتي على حساب هويات أخرى. فمثلا البعض يرى انتمائه لأسرته أهم من هويته السياسية والعكس أيضا يحدث، أو أن انتمائة الديني هو أهم من انتمائه الوطني والعكس كذلك واقع.
الإشكالية مطروحة عالميا فما قامت الحروب الا لأننا نفتقد انتمائنا للبشرية ونعطي أهمية أولى لإنتمائنا الوطني أو العشائري أو الديني. ما يحدث في المنطقة العربية هو تشرذم لهوية المواطن، فاصبح المواطن شيعة قبل كونه عراقي وسنة قبل كونه سوري وايهما قبل كونه مسلم، ومسلم قبل كونه يمني، ومسيحي قبل كونه عراقي وحماسي قبل كونه فلسطيني وخليجي قبل كونه عربي ... الخ. وايهم قبل كونه انسان.
هناك صراع حقيقي جاري برز بكثرة خلال فترة الربيع العربي، صراع لاثبات الهوية الثقافية لكل مواطن العربي. في بيئة تطالب فيها الشعوب بالحرية والمساواة أصبح لما تسمى بالاقليات فرصة لتعلي صوتها ولتعبر عن نفسها وتطالب بحقوقها، كما أصبح لها قوة سياسية داخل كل دولة تسعى لبناء نظام ديمقراطي مما غير موازين القوى داخل كل وطن، فكان لذلك تداعيات اقليمية، مما جعل المطالبة بالحقوق والارادة لاثبات الهوية الثقافية صراعا مؤلما يملأه الخوف والتوجس خالقا بيئة رعب وتخوين، ناقلا ماضي الثقافة الدكتاتورية الى حاضرنا.
أصبح الربيع يطالب بالحقوق والحرية ولكن للأغلبية فقط وعلى الباقي أن يخرس باسم الأمن الوطني. أصبح الربيع العربي لا ينظر لما هو حق وانا لما هو استراتيجي . فهل هي ثورات للحقوق أم ثورات للأغلبية؟على الشعوب وعلى راسها الساسة والمثقفون والإعلاميون أن ينتبهوا لخطورة ما يفعلوا من تأصيل التقسيم الطائفي والديني والسياسي للمواطن العربي باسم الأمن الوطني والقومي.
للاسف تربت الشعوب العربية على أيد سلطوية فاصبحت تعيد انتاج ذاتها الثقافة. يجب احترام الأقليات وتحفيز التعددية ووضع القوانين والبرامج الثقافية والتعليمية والإعلامية لذلك. هل اذا انا شيعة اتفرج على قناة تلفزيونية واذا انا سني على اخرى، اذا انا كردي على قناة واذا انا ماروني على اخرى؟ لا أقول منع هكذا قنوات ولكن أقول أن قنوات الوطن يجب أن تعبر عن مختلف الطوائف الشعبية ويجب أن يكون هناك تركيز واهتمام بذلك. يجب أن تعبر الكبب المدرسية والبرامج الثقافية الوطنية والسياسات العامة على أن الوطن ملك لطوائف مختلفة وليس لواحدة والأخرى ضيوف عندها.
الصراع الذي نعيشه الآن هو صراع سياسي لاثبات هوية الأقوى لا علاقة له بالحقوق والحريات والديمقراطية التي خرجت الشعوب العربية ثائرة من أجلها، ولذلك على الثوار أن لا ينزلقوا فما يسمى بالخطاب الأمني، إنما هو خطاب تسلطي يريد اثبات هجمونية الأقوى.
الربيع العربي أتى لنصرة الضعفاء.كما إن أفضل سياسة أمنية هي اعطاء الحقوق الكاملة لكل مواطن واحترام هويته وقوننة حريته والتعبير عن هويته. عندما يحس كل مواطن أنه سالم وآمن داخل بلده فهو لا يبحث عن انتمائات خارجها. الاضطهاد هو أكبر خطر على الأمن الوطني، أفلا تعقلون؟