والله لولا الظلم والقهر الذي حل بنا من جراء تصرفات أهل الفتنة ومسعرين الحروب وتجار الدماء ما قطعنا طريق ولا خرجنا عن قيمنا وأخلاقنا . تعريفنا يا أميرة الحُسن وزهرة الزمان وحضضنا الدافئ وأمنا الرؤم . نحن رجال الحق والتواضع وأهل الشيم والأخلاق ليست لنا قطع الطرقات وفتل العضلات وأستعراض القوة وسفك الدماء ونهب الأراضي وسلب أبن السبيل وخراب العمران واللهث خلف المال والمناصب . نحن أحد أنيابك وأقوى مخالبك ترخص أمام ترابك أرواحنا وأموالنا وأولادنا . نحن سيفك البتار وحمى عرضك وترابك وأبر أولادك بك . تتقطع قلوبنا كمداً إذا سالت دمعة من عينيك . نحن ستر لباسك ونحن حجابك والجلباب . نحن نمورك الناهمة وأسودك الزؤرة ونسورك الكاسرة . لا ورب الكعبة لا ومن بعث محمد بالهدى ونور الحق لن نكون سبب بؤسك وشقائك ولا بمن يشوه وجهك النضر ولا بمن يعصيك . فأعذرينا أن شذينا يوماً عن قاعدة أخلاقنا فأنه القهر والظلم الذي دفعنا ونحن نرى دماء أبنائنا تُهدر ويُغدر بهم . تحملنا الكثير وسكتنا وفضلنا أن نتمسك بالقانون لكي لا تنتشر على أرضك شرارة الفتنة فيقال يافع أذكتها ما عاذ الله أن تكون يافع الذي تكن لك كل الحب والتقدير وترى فيك دنيا الجود وعزة النفس وشموخ الكبرياء . عفوا عدن تقول يافع فأعذريها وخذي بسبب فعلها فأن الظلم قصم ظهور الرجال حين غابت الدولة ولم نجد المنصف . نشدنا الحق والقانون ولكنهما فركا بنا فأي جورٍ تتحمله الجبال لحملناه دهوراً لأجل عيونك يا أغلاء وطن .