اولا/ لكي نضع النقاط على الحروف. فالعلمانية فكرة غربية. . دخيله ووافدة على الثقافة العربية والإسلامية وهي نتاج صراع حدث داخل المجتمعات الأوروبية المسيحية قبيل الثورة الفرنسية. ونتيجة تحكم رجال الدين عندهم وطغيانهم بكل شئ ز واتضح للتنويريين منهم أن اكتشفوا بأن اناجيلهم الدينية متناقضة ومتضاربه بل ومحرفة فرموا بها و بالدين كاملا عرض الحائط وقالوا : مالقيصر لقيصر ومالله لله. وكان شعار رجال الدين في القرون الوسطى (اطفئ سراج عقلك واتبعني) من أجل ذلك همشوا الدين وحيدوه فلاعلاقة له بالسياسة ولابشؤون العلم والحياة وامور الناس وهم محقين في ذلك ..فتقدموا الى الامام وتطوروا كل ذلك حصل نتيجة تفاعل تلك المجتمعات الغربية .. أما عندنا وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط العربية والإسلامية فلا يوجد عندنا رجال دين في الاسلام بالمعنى الحقيقي ولم ينزل القران لطبقة معينة داخل المجتمع بل للناس جميعا على مختلف شرائحهم المتنوعة. بل للعالم أجمع فالنبي (ص) بعث رحمة للعالمين وقام بإرسال رسائل لكسرى وقيصر وملك مصر واليمن والحبشة وغيرهم فلايوجد في الاسلام كهنة ولاسدنة معبد ولاطبقة اكليروس كما هوحاصل في النصرانية أو اليهودية وشئ اخر ديننا الاسلامي يدعو للعلم والقراءة من اول كلمة نزل بها القران الكريم ويحض على العلم والتعلم وان درجة العالم عند الله افضل من درجة العابد وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ولايجزم أو يدعي عندنا اي فقيه أو واعظ أو مرشد دين اومجتهد في الدين بأن كلامه هو نفس كلام الله او مقصوده أو أنه الصواب اوعين العقل والمنطق وان ماقد ربطه المسيح على الأرض قد ربطه الله في السماء كما حدث في النصرانية بل يقول هذا المجتهد أو الشيخ المسلم هذا ماوصل اليه اجتهاده والله اعلم ناهيك عن انه لايلزم أحدا من المسلمين باجتهاده ذاك كما كان يفعل البابوات اوالقساوسه اوالرهبان الذين يتحدثون نيابة عن الله ثم إن الدين عندنا ليس عبادة فقط داخل كنيسة كالنصارى اواليهود بل الدين كله شرع لكل أمور الحياة من اجل مرضاة الله رب العالمين بما فيها السياسة وغيرها واليكم الدليل من كتاب الله الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه قال الله تعالى الحكيم بمصالح الناس :- ( ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) صدق الله العظيم. ضعوا تحت كلمة محياي لله رب العالمين خمسين خط وتدبروا هذه الآية التي ترصد كل صغيرة وكبيرة من حركاتكم في حياتكم الدنيا التى تعملونها من أجل مرضاة الله بما فيها أمور السياسة الدنيويةوحتى دخول الرجل مخدع زوجته لقضاء متعته يحصل على صدقة من الله لان الانسان في هذه الحياة مخلوق لعبادة الله ليس في المسجد يؤدي الصلاة فحسب بل الدين كامل شامل وهو دين المعاملة والسياسة الشرعية بين الراعي والرعية كلها من أجل مرضاة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشهود على الناس والعدل بينهم وإصلاح أمورهم والانتصار لحريتهم والمساواة بينهم والامامعنى الاصول الخمسة التي جاء الإسلام للحفاظ عليها كالحفاظ على الدين والمال والعقل والنفس والعرض فلايمكن إزاحة الدين عن الحياة او الاستغناء عنه وعن قيمه السمحة والعادلة والصالحة لكل زمان ومكان ولاينبغي أن ننبهر بكل مايهب علينا من جهة الغرب مالم يتوافق مع قيمنا واخلاقنا ومبادئنا وشرائعنا فاليابان بلد متقدم تكنولوجيا لكن العلمانية والعولمة والعالمية لم تؤثر عليه ومايزال يحافظ على خصوصياته وهويته وفلكلوره وتراثه وليس عنده مشكلة مع العلمانية ولامع العولمه ولامع العالمية .. واذا كانت مشكلتنابان بعض المتاجرين بالدين أو تسييس الدين مع أن السياسة هي جزء من الدين وليس العكس فهذا لايعني تهميش مبادئ هذا الدين العظيم من الحياة الذي شرعه الله العليم بمصالحنا وبما ينفعنا أو يضرنا شرعه لتنظيم حياة الناس المسلمين في الدنيا وهم في طريقهم إلى حياة أبدية حقيقية غير هذه الحياة الزائلة.. اتمنى من كل من يدعو إلى دولة علمانية في بلادنا أن يقرأ هذه الأفكار بتأني وعقل وحكمة ولايحكم عليها الابعد أن يستوعبها ويتمثلها ويهضمها ولايكن نصيرا للشيطان أو ممن أثلج صدور الاجانب فلن ترضى عنه اليهود ولا النصارى حتى يتبع ملتهم وليكن مفكرا ومثقفا ومستنيرا عربيا ومسلما حقيقيا له خصوصيته وتميزه وتفرده ولايكن أمعة لامنبهر بكل بضاعة الغرب الوافدة ومشاكله الاجتماعية فكل مجتمع له خصوصية تختلف عن مشاكل المجتمع الاخر وليس اي شئ يفد الينا يصلح لنا ولكم جميعا كل تقديري واحترامي ومودتي..والسلام