يا شعب الجنوب ويا شعب الشمال يا أبناء الحمدي ويا أبناء سالمين ويا احفادهما يا نسل حمير سبأ وحضرموت ومعين وشبوة و يمنات يا عقلاء هذه البلاد إن كان هناك عقل قد بقى ... قد طحنتكم هذه الحرب طحن الرحى وقد قتلت شبابكم وشردت نساءكم، ففيم هذا القتال؟ نخبكم السياسية المنخوبة تقودكم إلى الهاوية لقد فشلت من قبل في بناء الدولة والحفاظ على الوحدة وإقامة الحوار المثمر فماذا تنتظرون منها؟ العالم يتقاتل في أرضكم على مصالحه التي لا تخدم مصالحكم لا في الشمال ولا في الجنوب،.. يتقاتلون بكم أنتم .....انتم وقود هذه الحرب وأدواتها...انتم عصاها التي تتكسر كل يوم على ظهور بعضكم ..وأنتم المنهزمون وحدكم فيها حين تضع أوزارها. إذاعات وقنوات التحالف والشرعية تردد كل يوم مبتهجة بقتل الحوثيين الإيرانيين ،وإذاعات وقنوات الحوثيين ومن ناصرهم تردد منتشية بقتل مرتزقة العدوان. فلا أولئك إيرانيون ولا هؤلاء مرتزقة فكلهم يمانون بائسون قليلو الحيلة ؛ ولكنها السياسة والحرب والاطماع المختلفة جعلتهم يقتلون بعضهم بعضا خدمة لأطراف وقوى لا تعبر عنهم ولا تحمل قضيتهم ،إنما قتلهم خسارة على أهلهم وعلى أوطانهم وعبء كبير على من تبقى من الأحياء، ولا أحد سيلتفت الى أسرهم بعد أن عصفت بهم الحرب واسكنتهم باطن الأرض. يا شعب مدرم وعنتر ولبوزة وعباس وبا صهيب . يا شعب عبدالمغني والثلايا والزبيري والقردعي، لقد حان الوقت أن تحقنوا دماءكم وتعترفوا ببعضكم شعبين ودولتين... اخوه في دولتين متجاورتين يلحقون بركب الشعوب، اما الإستمرار في هذه الحرب فلن تبقي لكم شمالا ولا جنوبا ولا صنعاء ولا عدن ولا دولة ولا دولتين، سيكون كل بيت في هذه البلاد هو دولة بذاته عليه ان يحمي نفسه ويعلم نفسه ويطبب نفسه ويغذي نفسه ويحارب كل البيوت الأخرى أو يحاورها وهذا هو الطوافان بعينه فلا عاصم لكم حين ذاك... لقد قرأت في كتب التاريخ يوما تلك القصة المؤسفة حين نشبت الحرب بين اهل الشام وأهل العراق في خلافة الإمام علي رضي الله عنه إذ اقتضت سياسة الحرب أن كل قبيلة يمانية في العراق تقابل في ساحة الوغى نصفها الآخر الموجود في الشام، فهمدان العراق قابلت همدان الشام وحمير الشام قابلت حمير العراق وخثعم العراق وهم يمانيون قابلت خثعم الشام وهكذا فلما تمكن فارس خثعمي من خثعم العراق ان يقتل فارسا خثعميا من خثعم الشام انكب عليه باكيا بحرقة وهو يردد : والله أنك أقرب إلي رحما من أولئك الذين قتلتك من أجلهم وما ارى الشيطان إلا قد نزغ بيننا وما ارى قريشا إلا قد لعبت بنا!!! مع الفرق الشاسع بين أطراف الحرب في ذلك الزمان وأطراف الحرب في زماننا هذا. صحيح نحن في الجنوب قد غزانا الشمال مرتين وتمكنا من طردهم بدعم التحالف ولكن لم يعد قتل الشماليين عزاء للجنويين في قضيتهم العادلة ولا هدفا لها مثلما لم يكن ولن يكون قتل الجنوبيين واغتيالهم مفيدا للشمال على كل حال إلا في نظر وتخطيط العصابات التي صنعت كل هذا الخراب والدمار. الوكلاء المحليون لهذه الحرب القذرة ضعوهم تحت أقدامكم فهم سبب الكارثة فيكفيهم خيانة أنهم وكلاء...عملاء في اي طرف كانوا. فيا أيها العقلاء في هذه البلاد الموصوفة بالحكمة والرحمة يا أيها المثقفون الأحرار في الشمال والجنوب يا أيها العلماء والدعاة العادلون المعتدلون، يا أيها القوى الشابة الصاعدة غير الملطخة... ارفعوا اصواتكم لوقف هذه الحرب ادينوا تماديها وشبهة اهدافها...باركوا الجنوب لاستعادة دولته ووجهوا الشمال لتضميد جراحه ومواجهة قدره وتقرير مصيره في ظل قواه السياسية والدينية والقبلية والعسكرية المختلفة. ويا ايها الأشقاء والأصدقاء اتقوا الله في هذه البلاد المنكوبة فلا تثخنوا جراحها ولا يغركم ضعفها وتمزق اهلها فتتداعوا عليها من كل صوب وتصفوا حساباتكم على أرضها فالأيام دول فالله هو القاهر فوق عباده وهو الغالب على أمره. د عبده يحيى الدباني