حلّقت حروفي بعيداً عنكَ، و لكن لابدّ لها من رجوع إليكَ ، و هاهي الآن تأتِ ممتلئة بكتلة من الشوق حاملة معها أسراباً من كلمات لا تُقال ولا تُرسل إلّا لكَ. حروفي أكتبها وكلماتي أقرأها لكَ ، أراك بين السطور، فأخاف أن أتنقل بين الصفحاتِ فأجرحك، ولكن حتماً هناك يوم سيأتِ ليكون اللقاء ، لتلتقي أرواحنا مكونة قصيدة غزلية لا يقرؤها سوانا.
أيا من أشرق قلبي بنور اهتمامكَ ، أيا روايتي التي سأرويها لكل جيل ، دعنا نُحلّق في سماوات هذا الكون بجناح الحب ، نصنع من تلك السحب البيضاء سكناً لنا نأوي إليها كلما اشتقنا لبعض ، نبتعد عن صخب هذه الحياة لنستنشق عبق الهواء المليئ بالمحبة بدلاً من استنشاق رئتينا بارود الرصاص الذي يمتلئ به وطننا .
ورغم كل هذه الفواصل التي تفصلنا ، حتماً يا عديل الروح سنلتقي ولن تكون هناك نقطة آخر السطر لروايتنا، وفي تلك اللحظة سنقول : ما أجمل اللقاء !