تعددت الطرق وتنوعت الأساليب القذرة والرخيصة في محاربة الشعوب الحية!! فلم يعد استخدام القوة بالحديد والنار في عصرنا الراهن تجدي نفعآ في تدمير الأوطان أو ممارسة الضغوطات والابتزاز لكسب المزيد من التنازلات وفرض سياسات معينة!! لقد عكفت وسعت الدول الاستعمارية الكبرى على إعداد خطط طويلة اﻷمد ووضعت الطرق المثلى والسلاح المناسب وكيفية إستخدامة عند ساعة الصفر.. تعددت الحروب والهدف واحد تدمير وتخريب الأوطان!! هناك الحرب إلاقتصادية، وعقائدية، فكرية، ثقافية، اخلاقية...آلخ حرب اﻵفيون هذه الحرب القذرة شنتها بريطانيا ضد الصين وقد يعتقد البعض إنها حرب كسائر الحروب اﻵخرى بل هي ليست تقليدية ولم تستخدم فيها بريطانيا المدافع والدبابات والطائرات الحربية ولكن عملت على إغراق الصين بالمخدرات من صنف اﻵفيون ليصبح الغالبية العظمى من الشعب الصيني مدمن على المخدرات وبالتالي غير قادر على العمل والإنتاج لذلك سميت بحرب اﻵفيون!! وفي تركيا مثلآ تم استخدام حرب إقتصادية ﻹجبارها على الخنوع والخضوع للهيمنة الأمريكية!! عندنا في الجنوب حدث ولا حرج فقد تم ممارسة إبشع الحروب فيها فمنها الحرب العسكرية من خلال إجتياح مليشيات الحوثي وقوات صالح للجنوب وحرب الخدمات وحرب اﻹقتصاد وكلها أثبتت فشلها، ليتم تغير الخطة إلى حرب هي الأسوأ واﻷشد فتكآ واﻷكثر ضررآ على المجتمع هي حرب الممنوعات {المخدرات، الحشيش، حبوب الهلوسة} وغيرها من الأصناف والمسميات!! هذه الحرب الخبيثة هي موجهة ﻹستهداف أمل الأمة حاليآ وعماد المستقبل ((الشباب)) من خلال إنتشار وترويج المخدرات وحبوب الهلوسه!! هذه الحرب الشعواء التي تستهدف شبابنا ليست بمحض الصدفة مطلقآ بل هي ضمن مخطط يسعى إلى تخريب عقولهم والعمل على إستقطاب شريحة كبيرة وواسعة من الشباب حتى يصبح مدمنآ وبعد ذلك يسهل السيطرة عليهم عندئذ سيصبح الشخص المدمن على استعداد تام لفعل أي شيء للحصول على جرعة من المخدرات ومع مرور الزمن سيكون مستعد للتخلي عن الاخلاق والقيم والمبادئ فيظهر جيل خامل وكسول واﻷخطر من ذلك أن يكون مدمنآ!! عندها يصبح الشاب لا يستطيع التميز بين الصح والخطأ وبين الحلال والحرام!! لقد انتشرت في اﻵونة الأخيرة في عدن بالذات جرائم بشعة وجسيمة وغير اخلاقية لم نكن نسمع بها أو نتصور حدوثها من قبل!! فهل تساءلتم لماذا وماهي اﻷسباب؟! هذه الجرائم لا يرتكبها شخص عاقل وفي كامل قواه العقلية!! إغتصاب نساء .إختطاف وقتل أطفال. قتل مع إنتزاع الأعضاء الداخلية.رمي فتاة على الساحل وهي عارية وامام عامة الناس ومؤخرآ قضية مقتل الطفل قصي الذي لم يكمل عامة الثاني وذهب هكذا بكل بساطة نتيجة إدمان الجناه!! هذه الجريمة البشعه التي هزت المجتمع لن تكن الجريمة اﻷخيرة بسبب المخدرات فهناك الكثير والكثير من الممارسات التصرفات التي لا يقبلها دين واخلاق أو ضمير!! استحلفكم بالله العظيم ألم تستغربوا وتندهشوا لماذا زادت تلك الجرائم بصورة كبيرة وملفته للنظر!! السبب ياسادة ياكرام أن المخدرات وحبوب الهلوسة اصبحت منتشرة وفي متناول الجميع وبدون رقابة ومتابعة جادة من الجهات المعنية!! هنا تكمن الحرب المقدسة التي يجب علينا المشاركة فيها جميعآ ولا يجب السكوت والتهاون في مكافحتها والحد من إنتشارها فالمسؤولية لا نحملها طرف معين بل يجب على الجميع الوقوف بشدة وحزم ويجب أن تكون هنالك حملة شعبية وجماهيرية وان تكون ظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات قضية رأي عام!! أما دور اﻵباء فيتمثل من خلال متابعة أبنائهم عن كثب ومعرفة تحركاتهم ومع من تكون جلساتهم ومنهم إصدقائهم المقربين فالصاحب ساحب وما أكثر رفقاء السوء في أيامنا هذه!! كذلك دور المساجد مهم وضروري جدآ وذلك من خلال الوعظ والخطب التي تحذر من خطر المخدرات على الفرد والمجتمع.. كذلك على مدراء المدارس عمل محاضرات تثقيفية وتوعوية للطلاب.. وتكمن المسؤولية الكبرى على عاتق الأجهزة الأمنية من خلال التشديد واليقظة وخصوصآ في المنافذ البرية والبحرية والجوية والكشف عن الأشخاص والجهات التي تمولهم وتقديمهم لمحاكمة سريعة وتنفيذ أقسى العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر!! واخيرآ لدي تساؤلات بريئة وهي ؛ لماذا لا نشاهد أو نسمع عن ظاهرة إنتشار وتعاطي المخدرات في الشمال!! ولماذا يتم إستهداف الجنوب وعدن بالذات!! ولماذا انتشرت المخدرات بكثرة منذ الحرب الأخيرة!! معلومة أخيرة .. أن الكمية الكبيرة من المخدرات وحبوب الهلوسة تدخل اليمن عن طريق البحر والجو مع العلم أن اليمن محاصر برآ وبحرآ وجوآ ومع ذلك يتحصل الحوثي على الدعم والسلاح في الشمال وتزدهر تجارة المخدرات في الجنوب بالله عليكم كيف يعقل ذلك!!