في الوهلة الأولى لم أصدق الخبر,وقلت لا بد أن يكون في الأمر سر..لا بد أن يكون بل من المؤكد أن هناك شيء "خطأ" وأن أمر "النعي" مجرد " كذبة" تداولها الناس.. وليس لها "أساس" من الصحة.. ليس لان محمد عيدروس لدية "حصانة" من الموت,وليس أعتراضا على قضاء الله وقدره..ولكن لان وقع الخبر كان كالصاعقة ضربت دواخلي وكياني وزلزلتني زلزال "عظيما"..وحينما تواترت الأخبار وكثرة "الاتصالات" لي تسآل عن "الواقعة" تيقنت وأدركت أن تلم "حقيقة" وأي حقيقة..حقيقة مرة المذاق "صعبة" المضغ مؤلمة الوقع.. وبين صدمتي وذهولي,وخوفي والمي,وحزني ووجعي تمنيت أن يكون كل شيء مجرد "كذب" حتى لا تتحقق أي حقائق.. وحينما تبددت كل "الكذبات" وباتت "وفاة" محمد عيدروس حقيقة واضحة جلية أنبجست من أحداقي "دمعات" كشلال متدفق وشقت صرخاتي فضاءات الكون الفسيح ليتردد صداها في أرجاء المعمورة رغم أتساعها..ولان الأقدار ومشيئة الرحمن هي من تسيرنا وتختار لنا محطات حياتنا " مسحت" بأناملي "دمعاتي" وقلت لما البكاء؟؟ فهو لم يرحل حتى وأن ترجل عن جواد الحياة وشآت الأقدار أن يتوقف "هناء", إلا أنه لا يزال يسكن دواخلنا وتحتل محبته أعلى المراتب في قلوبنا وروحه وكلماته وهمساته لن تفارقنا وستظل ترافقنا في حلنا وترحالنا..لما نبكيه وقد خلف لنا "تركة" من الأخلاق والأدب والصفات المحمودة التي ينبغي أن نتمسك بها أبد الدهر وأن نسير عليها في حياتنا لأنها هي الغاية والهدف الذي حاول منذ أن كان "معلما" في مدارسنا أن يوصلنا إليها وأن يغرسها في دواخلنا..لما نبكيه ونحن سنظل نذكر "خلاله" وأخلاقه وسنقتدي به في تعامله وتواضعه وشجاعته التي "رباها" في قلوب كل من كان يحيط من أصدقاءه وأقربائه ومحبوه الذي كان "مثقالهم" في التواضع والأقدام والاستبسال والتضحية من أجل الذود عن "الأرض" و" العرض" حتى وأن كان "الثمن" الروح والجسد..
لما نبكيه "ولودر" كلها محمد عيد روس صغارها وكبارها وشبابها وشيوخها وكلهم عازمون على المضي في ذات الطريق وسائرون على ذات الدرب يحملون "أكفانهم" على أكفهم وتسابقهم أرواحهم إلى الموت من أجل أن "يحيوا" بأمان واستقرار وسكينه.. لن نبكيك أيها الراحل مهما بلغ " وجعنا" ومهما كان "مصابنا" ولن نتحسر على ذلك الرحيل لانك لن تغادرنا ولن تفارقنا "لحظة" واحدة وسنظل نذكرك في حلنا وترحالنا في لحظات "فرحتنا" وحزننا وستشاركنا "انتصارنا" وسترشدنا روحك الطاهرة إلى الطريق السوي الذي رسمته لنا..لا تبكوه يا أبناء لودر وكونوا على العهد وأكملوا مشواره الذي بدائه في مقارعة "الفساد" والمفسدين ,ومحاربة ضعاف النفوس ومن عاثوا في لودر فساداَ..
لا تبكوه وأكملوا رحلة التطور والرقي التي كان يريد أن يحققها للودر وينعم أهلها بها وينهي مرحلة الفساد والمفسدين والمخربين الذين لا يهمهم رقي لودر وتطورها حتى وأن أدعوا ذلك لانه حينما تحين لحظة "الحق" يولون الأدبار ويحملون في الأيادي " النعال" ويهربون كالصغار.. لا تبكوه لان كل "شبر" في لودر وفي كافة المناطق للجفري فيه موطئ قدم وستنبت الأرض "الف" محمد...
لا تبكوه وأثبتوا على تلك المبادئ والقيم والرجولة والصلابة وكونوا كالبنيان "يشد" بعضه بعض في السراء والضراء,وحافظوا على مدينتكم...