أن تعلن فشل مساعيك من الأمور الصعبة التي لا يحب أي انسان افشائها ، فيختلق الحجج والمبررات التي تدلي بشيء من الضبابية على تلك المساعي ومصيرها. والسيد غريفيث في تصريحاته في المؤتمر المنعقد بشأن المباحثات اليمنية بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي المنشقة يظهر اللين والمهادنة التي هي ليست في محلها من واقع لقاءات والمشاورات السابقة مع الجماعة الحوثية والتي في كل لقاء تختلق الحجج والعراقيل لتأخير سير الاجتماعات وهي تسلك هذا السلوك إما بدوافع تعطيل سير عملية المباحثات أو الحصول على فرص إضافية على الأرض لما تعتقد أنها سوف تحققه من تقدم وسيطرة تجبر الطرف الأخر على القبول باشتراطاتها ومطالبها التي هي في الغالب من باب المماحكات والعراقيل لعملية التسوية وإنهاء الحرب وكل ذلك ينمٌ عن سلوكها التعطيلي والتخريبي التي تسلكه في كل سياساتها على الصعيد العملي والملموس. وكل ذلك التهاون الذي أبداه السيد غريفيث في خطابة يدل دلالة واضحة على رغبة المبعوث الأممي لليمن على تدليله للجماعة الحوثية واعطائها الفرص المتكررة لا ملأ اشتراطاتها وفرض رغبتها الجامحة في العبث بمصالح الشعب اليمني والاستمرار في مسلسل نزيف الدم والثروة والمقدرات الوطنية وهي في ذلك تتلقى الدعم والغطاء الأممي لتحقق مبتغاها التخريبي. وقد يعلل الكثير سلوك السيد غريفيث التهدئة والمرونة المبالغ فيها مع الجماعة الارهابية والنزول عند اشتراطاتها المتعنتة التي كانت سبب في تعطيل الاجتماع والمباحثات هو رغبة المبعوث الاممي في استمرار الحوار وابقاء حلقة الوصل مفتوحة دائماً لتقريب وجهات النظر. وهذا السلوك الذي نحاه المبعوث الأممي نحو مليشيا الحوثي يعطيها الضوء للاستمرار في غيها طامحة في تحقيق منجزات على مستوى الأرض تعطيها كم تزعم الفرصة في وضع شروط ومطالب كما هو حاصل في كل موعد يضرب للقاء والحوار سواء كان في الداخل او الخارج. وسلوك المبعوث الاممي المعلن في خطابه يكشف عن تواطؤ دولي لا صباغ الصبغة الشرعية للمليشيا واعتبارها طرف شرعي غير منشق ومتمرد على الحكومة الشرعية في البلاد. وبالطبع كما سلك المبعوث الاممي السابق من اعطاء الحوثيين الفرص غير الحصرية التي اتاحت لهم التمدد في الأرض يسلك غريفيث نفس المنحى الذي يتيح لهم المزيد من التمكين في المحافظات التي ما زالت تحت سيطرتهم وسيمنحهم مطالبهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة وهي نفس المطالب التي من أجلها تم تعطيل لقاء جنيف وسيكون مكان اللقاء الجديد عمان التي من خلالها سيحلقون بحرية وسهولة إلى حيث يريدون. إن غريفيث ينسى أو يتناسى أن هناك ثمت طرف ثالث خفي لابد ان يكون في اللقاء والحوثيون لا يستطيعون قطع امر دون موافقته وهي ايران ، فعليه ان يضع حسابها في جولتها من أجل البدء في المفاوضات ولا يعول على ان القرار يتوقف على قادة الانقلاب في الداخل فقط. غريفيث الحوثي هو ذراع واّله بيد ايران ولا حل للازمة وانهاء الحرب مالم يتم الضغط على الرأس المدبر