في خطوة ومفاجأة أصابت الشارع اليمني السياسي والشعبي ومن وسط معمعة المرحلة وزحام التخمينات والهواجس والاحتمالات اصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرار جمهوري بعد مخاض عسير وتمسك كبير بحكومة الشرعية بقيادة احمد عبيد بن دغر الذي احدثت موجة من الصراع والنزاع واحد مرتكزات الصراع في المرحلة خرج الرئيس هادي بقرار لم يخطر على بال او عقل أي شخص في الوسط السياسي ولم يصدر في بال الشارع اليمني في شماله وجنوبه إصدار الرئيس تعيين الدكتور معين عبدالملك سعيد الوحش رئيسا جديدا للحكومة اليمنية الشرعية بهيئتها الحالية دون اي تغيير , خلفاً لاحمد عبيد بن دغر الذي شغل هذا المنصب منذ العام 2016 م .
احدث تعيين الشاب الدكتور / معين ابن ال 38 ربيعاً حالة من الاستغراب والذهول لدى الشارع اليمني الذي كان لا يضع الشاب المعين ضمن حلول المرحلة الراهنة في ظل الصراع والأسماء التي تصارع على عرش وكرسي الحكومة اليمنية التي ظلت حبيسة للاداء المتردي مادي وإداري وفساد منتشر بين زوايا واركان أروقة وزارته .
خرج الشاب معين من بين زحام من الاختيارات والأسماء التي شغلت الهواجس ووسائل الإعلام والمواقع الداخلية والخارجية واقتحام الشاب الدكتور معين يضع العديد من التساؤلات التي تفرض نفسها في الشارع اليمني .
و يتساءل الكثيرون من غامر وتجاوز كل تلك الأسماء والخبرات في عالم السياسية والاقتصادي والجانب العسكري والزج بشاب لم يتجاوز عمره الأربعين عام في مرحلة لا تحتمل مغامرات او تجارب جديدة قد تؤدي الى هاوية القاع والانزلاق في المجهول الغير معلوم .
يرى الكثيرون ان الدكتور الشاب معين هو احد خيارات الرئيس " هادي " لأشياء وخفايا تكمن في مخيلة الرئيس الهادي الذي على ما يبدو قد مل كثير من الوجوه المكررة و الاعتيادية و العقليات الحزبية والمعتقدات والانتماءات والولاءات التي تعج بها الساحة والمشهد في المرحلة الراهنة . قد يكون الشاب معين احد العقول الغير ملوثة التي يبحث عنها هادي من أجل الخروج من المرحلة الراهنة الأكثر صعوبة وقد يكون للرجل خفايا وأسرار ونوايا قد تفصح عنها قادم المرحلة .
بينما يرى تيار وفصيل من المتابعين والمحللون والمهتمون بالشأن السياسي اليمني ان الزج واختيار الدكتور الشاب معين من وسط الزحام السياسي والتعقيدات في المرحلة وضبابية المشهد كان بناء على ورقة سعودية تم اقتحامها في المشهد الحكومي في المرحلة الراهنة حيث يؤكد هذا الفصيل ان الرياض هي من اختارت المعين ليكون على رأس الحكومة التي لم تشهد اي تغيير سوى رأس الهرم الحكومي . وبذلك تكون الرياض بهذا الإختيار قد اخذت على عاتقها زمام الأمور في المرحلة القادمة وأتباع وعواقب ماسوف تفضي اليه في قادم الأيام من معطيات ومتغيرات قد تشهد تغييرات غير متوقعة بين الحلفاء في التحالف العربي .
هل كان المعين اختيار الهادي من أجل الاستعانة به من مماحكات جديدة وخفايا وأسرار في مخيلة الهادي ام كان اختيار سعودي من العاصمة الرياض يحمل في طياته مرحلة جديدة في المشهد اليمني .
ماهي الضربة ثلاثية الأبعاد التي وجهها هادي في تعيين المعين :-
قد يكون القرار الغير متوقع الذي اصداره الرئيس هادي في تعيين الدكتور الشاب معين ابن ال 38 ربيعا ضربة موجعة اصابة أكثر من هدف في مقتل وحملت أبعاد ثلاثية وجهات لكثير من القوي المتواجدة في الساحة والمشهد اليمني .
قد يكون هادي أحسن في توجيه ضربة من ثلاثة أهداف وثلاث غايات وجعلت من قرار هادي ضربة واحدة ذو أبعاد ثلاثة كان أول تلك الأبعاد التي أصابها هادي في تعيين المعين رئيس للحكومة اليمنية الشرعية هو :-
ان الضربة الأولى وجهت إلى القوي السياسية وقوى الصراع في الساحة الجنوبية ومن تلك القوي الاشد ضراوة وشراسة سياسي وعسكري المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يدعو إلى تغيير الحكومة الشرعية التي يترأس قيادتها بن دغر وقد دعا أكثر من مرة بذلك كان اولها في الثامن والعشرين من يناير وآخرها في الثلاث من أكتوبر 2018 م حيث طالب بالسيطرة على المؤسسات الحكومية وتغيير الحكومة ومن اهمها المطالب بإقالة بن دغر الذي ظل على الحكومة طيلة فترة طويلة ولم يستمع إلى أصوات تغييره واليوم يصيب هادي أول هدف في تغيير بن دغر ويكسب ويمتص غضب المجلس الانتقالي ويحفظ له ماء الوجه في اهم مطالبة امام الشارع الجنوبي .
الضربة الثانية تكمن ان هادي زج بالمعين كأحد الأسماء الذي تنحدر من المحافظات الشمالية وبذلك يكون قد كسب القوى الشمالية ووجه لهم رسالة بأن مشروع الأقاليم والحفاظ على الوحدة يسير بخطى ثابتة ولن يحيد على تحقيقها قيد انملة والمعين خير دليل وبرهان على ذلك بان الحكومة با أيادي الشمال .
الضربة الثالثة وهي موجهة إلى التحالف العربي حيث يرجح الكثيرون بأن تعيين المعين هو احد أوراق الرياض وبذلك قد يكون رمي الكرة في ملعب التحالف وخاصة الرياض الذي سوف يسعي الى إنجاح أعمال المعين بكل السبل والوسائل وتخفيف الضغط الإماراتي على هادي وحكومة لأن اللعبة تغييرات واصبح الرياض المسؤل الأول والأخير .
ومن هنا قد يكون هادي وجه ضربة ثلاثية الأبعاد من حيث لا يعلم الكثيرون بتعين معين خلفا لبن دغر .
ماذا حمل تعيين المعين في طياته ضروريات تبيح المحظورات :-
قد يكون هادي تجاوز الكثير من القواعد والقوانين في تعيين الدكتور المعين ولكن قد يكون تلك التجاوزات نتيجة لكثير من الضروريات التي تبيح العديد من المحظورات التي تعج بها المرحلة وقد ذهب الكثير إلى تقليب صفحات الدستور اليمني ومواده في عملية تعيين الحكومة وشروط التعيين ومن اهم تلك البنود والقواعد الدستورية ما نص عليه في الدستور اليمني في المادة( 131 ) الذي تشترط ان يكون السن القانوني لرئيس مجلس الوزراء هو ( 40) عام بينما يبلغ عمر الرئيس الجديد الدكتور معين 38 عام . وهي احد المحظورات التي تجاوزها هادي من أجل مرحلة واوضاع الضروريات .
ويرى أخرون انه كيف يكون تغيير حكومة دون ان يتغير جميع وزراء الحكومة السابقة وكيف يتم البقاء عليهم . وان تعيين رئيس حكومة يكون من اجل تشكيل حكومة جديدة وهي أحد المحظورات التي تجاوزها هادي من أجل ضروريات المرحلة .
ومن الأشياء التي حملها تعيين الرئيس الجديد الحكومة ولم تحصل في كل الحقب والأنظمة التي تربعت على كرسي الحكم في اليمن أنه لم يحدث على مر تاريخ تغيير الحكومات أنه رئيس جمهورية قام بتغيير رئيس الحكومة وإحالة الى التحقيق وتلك تحسب وتسجل لهادي ولا تحسب عليه وبذلك يكون احد المحظورات في عرف الحكام والرؤساء في اليمن التي تجاوزها هادي من اجل الضروريات في المرحلة الراهنة وبين كل ذلك هل يكون هادي تجاوز كل ذلك دون معرفة ودراية بالدستور والقانون اليمني فذلك من المستحيل ومن الأشياء التي لا يقبلها عقل او منطق .
فهل من العقل والمنطق ان لا يعلم الرئيس هادي وكل المستشارين المحاطين به والمختصون بالدستور اليمني السن القانوني لتعيين رئيس الحكومة .
وهل من المعقول ان لا يعلم هادي بان تغيير الحكومة يكون جذريا والرئيس يعين ويشكل الحكومة الجديدة ويختار وزارها .
إذن هل اعتمد هادي على قاعدة الضروريات تبيح المحظورات وماذا يحمل في طياته تعيين المعين في قادم الأيام من خفايا وأسرار يريد تحقيقها الرئيس هادي .
هل يكون المعين قارب نجاة المرحلة ام مسكنات وطبخة سياسية :-
يضع هادي الشاب معين رئيس الوزراء الجديد أمام ملفات ومرحلة اقل مايقال عنها بالصعبة ولكنها ليست بالمستحيلة اذا توفر فيها شرط واحتمال ان الرئيس الشاب المعين هو احد أوراق ورجال التحالف العربي " الرياض " .
و ان اقرب الاحتمالات تقول ان الرئيس الشاب هو احد المقربين من الرياض وتم الدفع به على الرغم من صغر سنه الا أنه يخفي ويقف خلفه اعظم واكبر دولة في العام اقتصاديا وسياسي وعسكريا وأنها سوف تعمل وتجعل من الرئيس الشاب معين عصا موسي وقارب النجاة في المرحلة القادمة من اجل تحسين وتلميع صورتها بعد المخاض العسير الذي سببه بن دغر وحكومة للتحالف العربي وفقدان الثقة به في الشارع اليمني .
وقد يكون الرئيس معين يجد على طاولة مكتبة ملفات اقتصادية شائكة قد تحلها الرياض في غمضة عين من اهمها :-
العمالة وتدهور الريال هبوطه في الرياض وذلك من السهل على الرياض الدفع بوديعة تعافي وتعالج الريال بكل سهولة ويسير والدفع بالاقتصاد اليمني وتنشيطه من خلال فتح المواني والمطارات والمنافذ البرية وإعادة والدفع بتصدير النفط والغاز دون شروط او قيود .
مسألة الرواتب وتأخيرها وعدم انضباط في توفيرها شهري وذلك يسير على الرياض وتوفيره حتى بالريال السعودي .
الضغط على الحليف الإماراتي في عملية توحيد التشكيلات العسكرية وتوحيدها تحت مظلة وسقف الجيش والداخلية .
كل ذلك سوف يجد نفسه الشاب المعين قارب النجاة الذي أصلح ما افسده بن دغر في طيلة السنين الماضية .
اما اذا كان هناك أمور وطبخات سياسية يتم اعدادها وما الرئيس الشاب الا جسر عبور وحقنة ومسكنات لعملية وطبخة سياسية كبيرة من شانها رسم خارطة وتسوية سياسيه شاملة قد تلوح في قادم الايام وما المعين الا حقنة ومسكنات لطبخه يتم طبخاها على نار دولية إقليمية في قادم الايام .