لا أدري ماذا حل في بلد الحكمة والإيمان؟؟ تغيرت,تنكرت,مشاكل ,تناحر,أنانية,بغضاء,شدة وجفاء,دونما أدنى حياء..معالم الخير والحكمة والإيمان التي نفخر بها والميزة التي نتميز بها عن من حولنا تلاشت وخبئ نورها وألقها كما يخبو ضوء النجوم عند بزوغ شمس الضحى,وانصهرت واضمحلت وأصبح المعروف شيئا منكرا,وأصبح للباطل أذناب ينمقونه ويجملونه في أعين الناس على أنه المعروف والحق المبين..هذه حكاية,والأخرى أدهى وأمر..حكاية طويلة وقصة أليمه تقشعر منها الأبدان وتصم لسماعها الآذان,وينفطر القلب الما من هولها وعظم شأنها,فأبطالها ثلة من بني جلدتنا وضحاياها فلذات أكبادنا وإخواننا,فهم يعيشون بيننا وينطقون بألسنتنا ويقبعون في وطننا وينسابون مع دمائنا..هم بشر ولكن قلوبهم كالحجر,هم"المتاجرون بأرواح البشر".. هؤلاء ليس لهم دين ولا ملة يتجلببون بجلباب الإسلام وفي الحقيقة كل أفعالهم لا تمت للإسلام بصلة إنها متاجرة من نوع فريد, لا يعمل بها إلا كل عربيد,أو كل زنديق مريد,هم ذئاب بشرية انطلقت من الغاب بكل حرية لتنهش أجساد البشرية سراً وعلانية.. قد يقول قائل من هم هؤلاء؟؟ الذين وصفوا بهذه الأوصاف المريعة,أقول لك أيها الكريم أنهم من يبيعون أخوانهم الوشاية وتارة أخرى بالتزوير والتلفيق وإلصاق التهم الباطلة العارية من الصحة..هؤلاء هم الذين نعنيهم فكم بأفعالهم الدنيئة,دمروا أسراً,شتتوا شملاً,فرقوا جمعاً,أزهقوا أنفساً,ناثرو أشلاء,وأطفالا في عمر الزهور مزقوا,قتلوا طفولتهم ومن حنان الأبوية حرموهم ومن دفئ الأمومة سرقوهم..فيا لله ماتلك القلوب التي يملكونها لقد قل حياؤهم,وتبدد الإيمان من قلوبهم.باعوا آخرتهم بدنياهم,وباعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل..
ولكن مهما كثر فسادهم وعظم تجبرهم وتسلط سلطانهم فلهم وقفة بين يدي الجبار سيسألهم عن أعمالهم وما اقترفته أوصالهم,وكيف عاثوا في الخلق فساداً.. فديننا يحرم علينا مثل هذه الخصال التي ليس للإنسانية فيها شيء ولا ترتبط بالبشرية من قريب أو بعيد بل هي نزعة عدائية دموية حيوانية بحته,فحب المال والجاه والسلطان وبلوغ المراد حتى وأن كان على حساب الإنسانية هو من يدفع هؤلاء لاقتراف تلك الأفعال الشنيعة والتي خلخلت المجتمع وبددت القيم وزرعت الحقد الغل في النفوس وجاس الخوف والوجل في الدواخل وبات الكل يترقب وبحذر أنى يأتيه ذلك السفاح وتلك المنية والمفتعلة,وهو كذلك من شأنه أن يضعف قوتنا ويفرق جمعنا ويشتت شملنا ويسهل على الأعداء اختراق صفوفنا ولن نقف في وجوههم برهة,فهل ندرك حجم ذلك البلاء وتلك الخطايا التي نقع فيها..