مراحل تلو المراحل مضت علينا في الجنوب والفشل السياسي يلاحقنا تارة في أقصى اليسار وتارة في أقصى اليمين . وأسواء المراحل التي مرينا فيها هي مراحل ما بعد الوحدة اليمنية الذي أرتمينا في أحضانها ارتماء الغريق على قشة الإنقاذ دون أن نفكر ما هو نوع القشة ومدى صلابتها في حملنا إلى شاطئ السلامة وبر الحياة الكريمة . هذه الحقيقة عندما هربنا من مرحلة التجربة البلشفية الوحيدة في العالم العربي التي أنهارت قواعدها في المعسكر الشرقي. كان الارتماء للوحدة بطريقة ذلك الشخص الذي قذف بنفسه من الأدوار العليا في برج التجارة الدولية عندما تم تفجيرها يظن بنفسه أنه ينقذ نفسه من أنهيار الأبراج دونما يفكر بعلو المسافة الشاهقة و احتمالات نجاته دون أن تكون على أرض وسيلة أنقاذ تستقبله أنه الهرب من الخطر إلى الأخطر. هذا الارتماء الغير مدروس وبدون إي ضمانات جعلنا فريسة سهل التهامها من قطيع الوحوش المتعطشة للحم غزال بري. حاولنا تلافي أنفاسنا بالخروج من وحل الوحدة ولكن بسياسة خاطئة وقيادات فاشلة وبنفس الطريقة السابقة التي ادخلتنا جحر الحمار في نهاية العقد السادس وبداية العقد السابع من القرن الماضي معتمدين بذلك على عواطفنا المشحونة ثورياً بأسم المناضل القائد وتاريخه النضالي ووريثه أبن المناضل. أتت حرب عام 2015م لتفتح لنا أفق ومخرج سليم من مستنقع وحل غُرزت فيه أقدامنا وبالكاد نستطيع أن نرفع قدم ونضع الأخرى دون أساس صلب نقف عليه سوى حبنا لتراب أرضنا ومحاولة أنتشال أقدامنا للسير باتجاه بر الأمان. حُررت الأرض وطُردت الوحوش الاحمة ولكننا أيضاً سلكنا نفس الدرب ونفس الشعارات دونما خطة ولا تقييم ولا حُنك سياسي تخبط وأخبارا كاذبة وإشاعات أمل سرابية. اليوم نحس في أعضاء جسدنا ضمور وأرهاق فكري وخيبة أمل تعصر بنا مرحلة إلا دولة ولا أمن ولا تنمية تفشي الغلاء تخبط في العمُلة انتشار للبطالة دمار خراب غياب خدمات محاكم مغلقة ملفات قضايا مغلقة هيمنة البلاطجة غرق الشارع بأنواع المخدرات والقتل والسلب والعصابات والميليشيات وحمل الأسلحة وغيرها من مصائب وويلات نتائج الحرب وغياب الدولة وهيبة القانون. بمن يحتمي الضعيف ؟ وكيف نواجه هذه البلايا التي بُلينا فيها ؟ البعض لجاء لحكم الغاب بالخنوع لسيطرة ميليشيا فلان وأبو فلان وأمارة الواثق والمعتصم والمستكفي . والبعض حاول الاستنهاض بالدولة والتمسك بها لتنصفه ولكن الظالم ببحبوحة والمظلوم بضحضوحة اللجوء إلى القبيلة أو الدويلات والسلطنات السابقة لإعادة ترتيب البيت الجنوبي بشكل حديث ومحاولة لحماية الأرواح والأموال وإحياء الأحكام العرفية لوضع حد لانهيارات الخلقية التي تصاحب انهيارات الدولة كما انهارت العملة لعل ذلك يوفر نوع من الأمن أو التعاون الأمني بين أفراد المجتمع. بدأ بمؤتمر حضرموت الجامع الذي أستبشرنا به خير إلى أنه غيب وجوه المرجعيات وسيطرت عليه الحزبية . مجالس القبائل ووضع مرجعيات مصغرة أو مكبرة لها أثر طيب . القصد من ذلك محاولة البحث عن إجماع موحد للم الشمل والانكفاء بساتر يحقق بعض الأحلام المرحلية لوضع حد للإنفلات التي تشهده البلاد لست بحاجة لسرد تفاصيل ولكن ترتيب البيوت الجنوبية وأقصد فيها السلطنات السابقة والمشيخات بقصد مجابهة الوضع الرديئ من تفشي المخدرات والقتل والسلب والنهب وتقطع الطرق والنهوض بالمجتمعات كوحدات متعاونة لحماية المواطن ومنع الإرهاب وانتشار الأضرار الا إخلاقية وتوحيد الصفوف مع عدم العودة إلى تفتتات الماضي وتمزيق الجسد الجنوبي الواحد حتى يفرجها الله من عنده لعل هذه الخطوات ينبثق من بين صفوفها المرصوصة قائداً أو قيادة حكيمة أن لم تستعيد بنا دولتنا على الاقل تنقذنا من الوقوع في جرفٍ هار من النار والنيران والانزلاق في فيما لا يحمد عقباه . أحبتي رتبو اوضاعكم ولو على مستوى قراكم أو حارتكم لتنقذوا أنفسكم وأهليكم وتحموا أبنائكم من بلايا العصر . وصفوا نواياكم واعتصموا بالله . فأن الأوضاع العامة والقضية الجنوبية حبالها بالروم لمن يفهم الكلام عيون الناس تنظر إلى رؤوسها التاريخية الإجتماعية لتبادر بحمل الراية بهذا المجال وخير الناس من لم الشمل وأصلح ذات البين وحقن الدماء وسد حاجة المحتاجين وألف بين القلوب والله على كل شيئٍ قدير.