كان توحيد مكونات الحراك الجنوبي تحت قيادة جنوبية واحدة وصوت جنوبي واحد' مطلبا شعبيا لايختلف عليه اثنان في الجنوب .. ولان قوى داخلية وخارجية قد ساهمت بشكل او بأخر في توسع دائرة الانقسام بين مكونات الحراك ماجعل مسألة تحيق التوحد امرأ صعبا ان لم يكن مستحيلا حينها ليأتي الغزو الحوفاشي لعدن والجنوب في ضل ذلك الانقسام الذي استغلته بعض الإطراف الجنوبية واليمنية بشكل عام لاستقطاب شباب الحراك وقياداته الذين شاركوا بقوة في معارك تحرير عدن والجنوب ولازالوا الى اليوم يقاتلون في الحديدة ودمت والبيضاء وصعدة ومختلف الجبهات ضد الحوثيين بعدما أصبحوا الركيزة الأساسية لقوات الرئيس هادي . وبالعودة الى عدن والجنوب وبعد الانتصار على الحوثيين كان من القادة الذين برزوا في الحرب اللواء عيدروس الزبيدي احد قادة معركة تحرير الضالع . عيّن الرئيس هادي اللواء الزبيدي محافظا لعدن بعد ان فرضت الإمارات عليه عزل اول محافظ لعدن يّعينه بعد تحريرها. " نايف البكري " وبعد استشهاد المحافظ البديل للبكري ' جعفر محمد سعد " في تفجير إرهابي لازال الغموض يكتنف دوافع منفذيه وهويتهم . وإثناء توليه منصب محافظ عدن اصدر الزبيدي أوامره لقوات الأمن والجيش لمنع إقامة اي مسيرات او مظاهرات للحراك الجنوبي في عدن قائلاً ان زمن الثورة قد انتهى وجاء زمن الدولة . قرار الزبيدي ولّد غضبا عارماً بين أوساط مكونات الحراك لتنظّم أضخم مسيرة تشهدها عدن عقب تحريرها وتخرج في مدينة الشيخ عثمان تتحدى قرار الزبيدي وتؤكد ان الثورة الجنوبية لن تنتهي الا بتحقيق اهدافها وفي تلك المسيرة هتف المشاركون بمختلف عبارات الشجب والتنديد لقرار الزبيدي ماوصل حد اتهام المتظاهرين له بالعمالة والخيانة .. حاول عيدروس خلال توليه الحكم في عدن كسب رضا قوى الشمال وطمأنتها بأنها لن تجد افضل منه قادرا على كبح جماح الحراك الذي كانت تلك القوى تتخوف من انتهاز فرصة الحرب في الشمال لاعلان انفصال الجنوب . كما عمل الزبيدي بكل السبل على إثبات ولاءه المطلق للدولة التي اختارته ليكون محافظا لعدن وقدمت له مختلف وسائل الدعم والإمكانيات ليس من اجل تطوير عدن ولكن من اجل ضمان ولاءه لها وطاعته العميا للإمارات .. لكن العيدروس في خضم ذلك نسي اوتناسى عن عمد الضلع القوي في ذلك المثلث وهو الرئيس هادي وذلك بعدما ضن العيدروس ان منصبه محمي بالإمارات ورضي قوى الشمال عنه . لكن وبعد قرابة العام من تعيينه محافظا لعدن اصدر الرئيس هادي قرارا جمهوريا بعزل الزبيدي من منصبه وتعيين عبد العزيز المفلحي خلفا" له . بعدها وبعد اقل من شهرين أعلن عيدروس الزبيدي وبإسناد ودعم من الإمارات عن تأسيس المجلس الانتقالي مستغلا مطالب الشارع الجنوبي لتأسيس كيان جنوبي موحد . حيث وتحت تلك الدعوة احتشد في ساحة العروض اكثر من مئة الف جنوبي جاءوا من مختلف محافظان الجنوب تسبقهم فرحتهم برؤية كيان جنوبي موحد . يتبع