لم ينتهِ التاريخ بعد، فقد أثبتت معظم المراحل السابقة فشل الإدارة الشمولية في قيادة المحافظة، ووضع نهايةً للمغامرة الإدارية العشوائية في صيغتها التقليدية على الأقل. لقد أسفرت موجة التغييرات الرئاسية المتسارعة، خلال ردح من الزمان. عن تزايد مستوى الفساد الإداري مع تماثل أشكاله في كل مرفق حكومي تقريبًا. سيّما وان التسمية المظللة للتغييرات الرئاسية التي لاتخضع لمعايير موحدة ينتهي بها الطريق قبل ان تجتاز المرحلة التدريبية للمُعينيّين المتدربين على الإدارة، وتصبح في غياب نماذجَ أخرى. في مهب الريح. بيد أن من بين هذه الموجات المتسارعة لَآح في الأفق مؤخرًا ولادة عهدٍ جديد يسير نحو تكوين نموذج إداري ينتمي إلى المدرسة ”التنموية“ بعد أن تهاوت التجارب السابقة التي قامت بإعادة بناء فكرة التبعية نفسها، بمعيار الإنتماء السياسي اولاً، دون النظر للمصلحة العامة، مع إيصال رسائل طمأنة للمتنفذين بممارسة فسادهم على نطاق واسع وبلا رقابة كافية، واختزال دور السلطة إلى مجرد لعبة قوى بين مجموعة من المتنفذين والمتسلطين، دون غيرهم من الآخرين في هرم السلطة، وأدت هذه الطريقة التقليدية في الإدارة إلى نهايتها الحتمية في التاريخ. خلال الفترة القصيرة الماضية والتي تولّى فيها هذا الرجل العصامي قيادة محافظة شبوة، لاحظنا مستوى التغيّر الملموس في سير عمل المرافق الحكومية، مع تحسّن أدائها بشكلٍ نسبي إن لم يكن بارزًا وملحوظ. ومن خلال فهمي البسيط في علم الإدارة، أرى أن هذا الرجل يمارس فن الإدارة بالنتائج، وفق الأهداف التي رسمها لتطوير المحافظة. مع عكس التصورات التي ظنها الكثير حوله في إستخدام مكانته الإدارية في الدعوات الإحيائية التي تقوم على التعبئة والحشد القائم على الخطاب الحزبي. ويصوغ لنا نشاطه الإداري في التجربة الجديدة التي يخوضها، توجهه نحو ردّم الهُوَّة الموجودة بين قيادة السلطة والمواطنين والتي عمَّقتها نظم الإدارة العشوائية السابقة التي تعاقبت على قيادة المحافظة. في إعتقادي الشخصي. أُجزم بإن هذه التجربة الإدارية سوف يجنى الشعب حصيلة ثمارها، ويشهد لها بالنجاح في قيادة محافظة شبوة، وأتوجه بنفسي لنقد الأداء والنتائج عند تقصيرها، وآمل أن يسخر الجميع جهودهم في نقد الإداء وعدم الإنزلاق في مستنقع المناكفات الحزبية والإنتقاد لإغراض سياسية.