لا يكاد يمر يوم في عدن إلا وتشهد فيه المدينة أخبار عن وقوع جرحى جراء حوادث الخط البحري"خط الجسر".. ظاهرة قديمة في عدن تفاقمت في الأسابيع الأخيرة, وقع ضحيتها العديد من المواطنين الذي لا ذنب لهم في كثير من الأحيان فيما يحدث, غير أن اللحظة جمعتهم ببعض السائقين المتهورين . وتتسبّب تلك الحوادث المرورية في خسائر اقتصادية كبيرة للأفراد وأسرهم سوء من الناحية الصحية والنفسية او الناحية المادية . فما سبب كل هذه الحوادث، هل المشكلة في خط الجسر ام تهور السائقين, او عدم تطبيق قوانين المرور والسير في المدينة؟
-أسباب الحوادث مختلفة
للبحث عن أسباب ازدياد حوادث السير في خط الجسر في عدن قال مصدر في إدارة المرور ل صحيفة "عدن الغد" أنها مختلفة، أولها ازدياد عدد السكان والسيارات على الخط البحري السريع، خصوصاً بسبب العدد الكبير من موجات النزوح المستمرة إلى عدن جراء الحرب. إذ أن معظمهم لم يتعودوا ع القيادة في الطرق السريعة لاختلافات البيئية والبنية التحتية وليسوا متأقلمين مع الأعداد الكبيرة للسيارات و السرعة على الطرق كما لا يقدّرون كيفية التعاطي مع هكذا أمور، إضافة إلى السرعة أثناء القيادة عند عدد كبير من السائقين في عدن.
في المقابل، أرجح بعض المواطنين ان السبب الرئيسي يتمثل في عدم اكتراث الحكومة بما يخص السلامة المرورية و إضافة إلى ذلك تجاهلها عن إكمال عملية بناء الخط البحري الجديد. إضافة الى استهتار السائقين دون السن القانوني والذين لا يحمل الكثير منهم رخصة سواقة. وهو ما خلق حالة واسعة من الاستهتار بين المواطنين بتطبيق قانون السير خاصة انه لا توجد عقوبة لمخالفات السرعة.
الحلول الواجب إتباعها للحد من الخسائر البشرية والمادية.
أما فيما يخص الحلول الواجب إتباعها لحلّ هذه المشكلة ، فقال احد السائقين انه ما من حلّ ما لم تقم الحكومة بعمل خطة توضح بها السياسة العامة للسلامة المرورية والتعب في تطبيقها وفرضها على الواقع .
فيما قال الأكاديميون والباحثون أن المشكلة تستلزم القيام بالعديد من الدراسات والبحوث لتطوير السلامة المرورية ورفعها إلى إدارة المرور والطرقات لاتخاذ القرار في شأنها وتقديم الاقتراحات اللازمة لتطوير قانون السير وإبداء الرأي في مشاريع القوانين والمراسيم التنظيمية المتعلقة بالسلامة المرورية والتعديلات على قوانين السير.
حيث يرى العديد من المواطنين ان لا حل للمشكلة في ظل غياب الإرادة السياسية والتمويل ألازم وهو ما يجب على مجلس الوزراء متمثلا برئيسه, ضرورة اتخاذ قرار في شأن الحوادث المتكررة وإلا ستبقى معالجة مأساة حوادث المرور على الطرق البحري عشوائية، وستحصد المزيد من الأرواح".
فيما يرى الإعلاميون ان انتشار حوادث السير بشكل واسع في أيامنا هذه؛ يعود الى أخطاء السائقين الكارثية، والخلل في الطريق الذي تملئه الحفر في كل أجزائه. أكد الإعلاميون حدوث خمسة حوادث متفرقة في يوم السبت الماضي بسبب الحفر المنتشرة في خط الجسر وهذه ليست الواقعة الاولى فقد شهدت المدينة دوما العديد من الحوادث الكارثية في اوقات متقاربة.
استنكار وتساؤلات المواطنين.
وفي السياق استنكر مواطنين وسائقين في مدينة عدن غياب دور الحكومة الخدمي في حل مشكلة الخط البحري الذي يحصد العديد من الأرواح بصورة مستمرة .والذي يفتقر لأدنى عناصر الأمن والسلامة كون الحفر تنخر في كل أجزاء الطريق.
وتساءل المواطنين عن السبب الذي يحول بين مؤسسة الطرق في المحافظة وأدائها لواجباتها وعن مصير الملايين التي رصدت لإعادة تأهيل الطريق في السنين السابقة.
الطريق الذي لم ينتهي بنائه سنة تلو الأخرى مع تعاقب الحكومات، إلا ان لا احد اهتم بهذا الملف المهم الذي سيجنب المواطنين العديد من الحوادث المميتة. إضافة إلى ترميم الخط البحري القديم.
مشكلة ما زالت تلقي بضلالها على المواطنين الذين يتكبدون الخسائر المادية و الأرواح يوم وراء أخر في ظل صمت تام من الحكومة.
وتستمر مناشدات المواطنين الذين يفقدون أحبائهم يوم بعد أخر ويستمر مسلسل الحوادث المميتة دون تدخل جاد وحقيقي بارز ينهي هذه المشكلة ويحول دون حدوث مآسي جديدة في الأيام التالية.