عندما نغض النظر عن قيادات سخروا حياتهم للجنوب حملوا أرواحهم على اكفهم وقدموها مهراً لتحرير الجنوب ، أدوا واجبهم الوطني وسطروا بدمائهم مواقف باسله للجنوب وللتاريخ ،
لقد خسر الجنوب الكثير من الابطال والرجال الشجعان الذين لعبوا دوراً مهماً سواء بالقتال والدفاع عن الجنوب أو في المواقف السياسية المطالبة بالتحرير والاستقلال.
البعض من هؤلاء الأبطال رحل بصمت بعيداً عن تسليط الضوء عن نضاله ومواقفه الباسلة ، والبعض لا زال يصارع الأمراض والاهمال والتهميش لدوره الوطني وتاريخه النضالي ، دون أي أنصاف أو اهتمام فيرحل الواحد تلو الآخر ويخسر الجنوب خير الرجال والأبطال.
قائد المقاومة الجنوبية في عدن عبدالناصر أبو همام لا أحد منا يستطيع نكران تاريخه النضالي أو يتناسى مواقفه الباسلة وهو يقود المعارك ضد الحوثيين في عدن ويقوم برص الصفوف وتشجيع الروح القتالية لدى الثوار بكل عزيمه واصرار. سخر حياته للجنوب والدفاع عن قضيته وعن أبناء الجنوب فكان القائد الشجاع في مقدمة الصفوف يصرخ بأعلى صوته أما تحرير الجنوب وإما الشهادة في سبيله ،
لا ننسى والقائد أبو همام يدك حصون الأعداء في كثير من الجبهات داخل عدن حاملاً روحه على كفه وسلاحه على كتفه لمقاومة مليشيات الحوثي ومصمما ً على القتال حتى تطهير عدن وارض الجنوب رغم انعدام العتاد وأبسط الإمكانيات في ميادين الشرف في تلك الأيام العصيبة التي مر بها الثوار واهالي عدن والتي كانت تقصف منازلهم بالقذائف وبمختلف أنواع الأسلحة.
فكان الحماس والروح الوطنية تغلي في دم وعروق القائد أبو همام وأن الواجب يقتضي منه المقاومة مهما كانت التضحيات غاليه ،
مع اشتداد المعارك وأجواء الخوف والهلع والتوتر كان القائد أبو همام يتنقل ويشد من روح الصمود لدى الثوار ويذهب إلى شوارع المدينة يطمئن الأهالي والنساء والأطفال الخائفين ويبشرهم بأن النصر حليفهم والمعركة محسومة بإذن الله .
لقد أثبت القائد أبو همام في تلك الظروف الحرجة والتي تقتضي أن يكون فارسا ً مغواراً شجاعاً بين المناضلين والثوار وأن يكون في ساحات الوغي والشرف والكرامة بدون تردد أو خوف أو وهن أو أي أمر أخر يمنعه من أن يكون في صفوف المناضلين الشرفاء ،
وبفضل صمود وثبات أبو همام ومن هم أمثاله الذين هبوا وسارعوا فورا ً للدفاع عن الجنوب دون أي إبطاء ليكونوا في الصفوف الأولى بدون منازع ، هكذا عرفت عدن واهالي عدن القائد أبو همام اليافعي رجل اخلاق وشهامة دافع عن عدن وعن كل حبة تراب من تراب الجنوب ، تعرض أبو همام لكمين وهو في مقدمة المقاتلين سقط زملاء ورفاق نضال وسلاح في جانبه ، وأُخذ القائد أبو همام أسير لدى مليشيات الحوثي وقاسى أنواع العذاب في سجونهم ، ليفرج عنه بعد سنوات مقابل عدداً من أسراء الحوثي في عدن
أن ما أحزاننا كثيرا ً أن القائد ابو همام وابطال المعارك والجنود الذين كانوا معه في خندقا ً واحد للدفاع عن عدن والجنوب لم يشملهم أي ترقيم أو اعتمادا ً ضمن القوات الجنوبية ودون النظر في أمرهم ،
لا زال القائد ابو همام متمسكا ً بالمقاومة ورجال النضال يبذل كل الجهود لحماية عدن وأهلها وتقريب وجهات النظر وتوحيد الصفوف ويدعي إلى تقارب جنوبي وحوار جنوبي ينهي كل التشتت والانقسام ،
مهما كتبنا وسلطنا الضوء على هؤلاء الأبطال ستكون شهاداتنا قاصره ومجروحة فيما قدموه من تضحيات جسام في سبيل الجنوب وارض الجنوب ،