لقد رزحنا زمنا طويلا تحت تأثير العواطف, والآن كبرنا قليلا وقدرنا نخرج منه ولكننا دخلنا تحت تأثير التكهنات وأصبحنا ننقل الأخبار حسب ما تمليه التكهنات دون أن نبذل أدنى جهد للوصول إلى مصادرها الحقيقية أو تحليل ما يصل إلينا بدقة ثم ننشره لقرائنا أينما وجدوا جنوبيين وغير جنوبيين. وللأسف أن قناة الجزيرة هي الأخرى وجدناها واقعة تحت تأثير التوقعات التي باعتمادها على الشماليين موجودين في الحديدة وتعز وبعض الجنوبيين الفارين في اسطنبول لمعرفة أخبار عدن والجنوب, فقالوا أن الإمارات هي أملت على السلطات المصرية أن تمنع انعقاد مؤتمر الائتلاف الوطني الجنوبي لأنه مدعوم من الحكومة الشرعية. كتأكيد بتدخلات الإمارات في الشئون الداخلية المصرية. والعداء الذي تحمله قطر للإمارات ومصر والسعودية والبحرين أعماها عن الحقائق وعن التصرف السليم. لا يهمنا ذلك, الذي يضر بنا نحن ما يتناوله الناشطون الجنوبيون الذين يروجون لمسألة أن الائتلاف الوطني الجنوبي ومؤتمره هو أداة من أدوات الحكومة الشرعية اليمنية وأنه موجه ضد تطلعات الجنوبيين والمجلس الانتقالي الجنوبي وضد التحالف العربي. فهل هذا يعقل؟ السلطات المصرية والتحالف العربي يعترفون ويدعمون الحكومة الشرعية بما حملت من حزب الإصلاح ومؤتمر شعبي وغيرهم ولو كان الائتلاف الوطني الجنوبي معترف من قبل الحكومة الشرعية اليمنية لاستقبلتهم السلطات المصرية وحمتهم ووفرت لهم كل سبل نجاح مؤتمرهم. لكن الحكومة الشرعية لم تعلن اعترافها بأوج ولا بالحراك الجنوبي ولا بالمجلس الانتقالي الجنوبي مما دفع مصر إلى إلغاء موافقتها في عقد المؤتمر على أراضيها. ولو كان المندوبون الذين راحوا القاهرة لعقد مؤتمرهم تحت مسمى الائتلاف الوطني اليمني لما كانت هناك مشكلة أمام السلطات المصرية ولوافقت على انعقاده, مصر تحترم القوانين الدولية. الاستغلال الإعلامي الخاطئ يضر بقضية الجنوب وتسرعنا والعجلة دون تقصي الحقائق يظهرنا اكبر بلهاء في العالم. ولو كان هذا الائتلاف الجنوبي معاد لتطلعات الجنوبيين فلماذا لا يحدد المجلس الانتقالي الجنوبي موقفا منه ويصدر بيانا حول كل أمر وكل مسألة تضر بمصالح الجنوب وقيام دولته. أما أن في عضوية هذا الأوج عناصر جنوبية من حزب الإصلاح هم وزراء في الحكومة الشرعية فإن التحالف العربي معترف بهم وبحكومتهم ويدعمها. ولكن السؤال يظل قائم عند الكثير لماذا هذا الموقف المتشدد ضد المكونات الجنوبية الأخرى ولا ندعها تعمل وتنافس في إعادة الجنوب؟! وأن تطلب الأمر مساعدتها لا بأس! لماذا الموقف المتشدد من عناصر الإصلاح الجنوبيين طالما يلتقون تحت راية الجنوب؟ لماذا لا يعاملون بمثل عناصر المؤتمر الشعبي الجنوبيين؟ يجب أن يكون هناك قاعدة عامة تطبق على جميع عناصر الأحزاب اليمنية الجنوبيين في التعامل والتعاطي معهم من قبل جميع مكونات الجنوبيين وهي تقديم استقالاتهم من الأحزاب اليمنية. أو تشكيل أحزاب جنوبية مشابهة إن استطاعوا!