تقرير /شكيب راجح : منظومة كهرباء عدن لم تشهد أي مشاريع في الطاقة منذ قرابة 30 عاماً مما جعلها تعاني ارتفاع بالطلب على الطاقة جراء التوسع العمراني الذي شهدته عدن مما جعل الاتجاه للطاقة المشتراة كخيار لتقليل العجز فتم شراء مولدات ذات قدرة توليدية صغيرة و استئجار محطات ذات طاقة توليد صغيرة ايضا فضل صعوبة نقل الطاقة إلى مناطق شبة جزيرة عدن والتي تعد معزولة عن منظومة التوليد الرئيسي لمحطات الحسوة والمنصورة و كذا القطرية فتم تزويد تلك المناطق من خلال المولدات ذات الطاقة الصغيرة موزعة بين مديرياتها لعدم قدرة خطوط النقل من استيعاب الطاقة التوليدية العالية. غياب التمويل أعاق إقامة مشروع تصريف الطاقة : وضعت العديد من الخطط لإنشاء شبكة نقل وتصريف الطاقة 132 ك/ف في عدن الان تلك الخطط كان مصيرها الفشل لغياب جهات التمويل للمشروع فمثل هكذا مشاريع عملاقة لا يمكن لها أن تفضي إلا من خلال توفير ميزانية و بالتالي عدد من الصناديق العربية أبدت استعدادها لتمويل المشروع و في نهاية الطاف لم يسجل للمشروع النجاح , يلاحظ جليا أن غياب تصريف الطاقة قد فرامل مشاريع إنشاء محطات توليد ذات طاقة عالية ولمواجهة المشكلة ومع اقرار انشاء المحطة القطرية تم اعتماد حرم محطة الحسوة وذلك للاستفادة من شبكة تصريف الطاقة المتواجدة في المحطة والتي تم إنشاؤها عند إنشاء المحطة الروسية و لذات الهدف تم إقرار إنشاء المحطة الإماراتية بحرم محطة الحسوة للأسباب ذاتها وهي غياب خطوط تصريف الطاقة ومع ذلك كانت مناطق شبة جزيرة عدن لن تستفيد من المشروع الإماراتي كون تصريف الطاقة من محطة الحسوة مرتبط بمديريات البريقة و المنصورة والشيخ عثمان ومن خلال مشروع الشبكة الوطنية بلحج و الحبيلين الضالع و جعار وهنا يتضح ان مديريات كريتر وخور مكسر والمعلا والتواهي لن تستفيد من المشروع لعدم ارتباط هذه المناطق بموقع إنشاء المحطات. مشروع عملاق وحقيقة ملموسة : بدأت أعمال المشروع على أرض الواقع ويتمثل مشروع نقل الطاقة 132kv الحسوة المنصورة خور مكسر وذلك لتصريف الطاقة من محطة الحسوة الإستراتيجية 264 ميجا وات والمحطة الإماراتية 100 ويتكون المشروع من تصريف الطاقة عبر الابراج و من خلال 26 برج وبارتفاع يصل إلى 42 متر تمتد من من محطة الحسوة بمدينة الشعب إلى المنصورة عبر إبراج ستنصب بالجزيرة بين خطوط الذهاب والإياب للخط الرئيسي المنصورة البريقة وكذا نقل الطاقة عبر كيبل بحري يمتد بطول 10 كيلو متر من المنصورة إلى خور مكسر عبر الخط البحري وصول إلى المحطة التحويلية المزمع إنشاؤها بجانب محطة خور مكسر خطوط النقل ومحطات التحويل الحسوة المنصورة خور مكسر لتصريف الطاقة من محطة الحسوة ويشمل المشروع إنشاء محطات تحويلية. محطة تحويلية الحسوة عدد 2 محولات قدرة 100 ميجاوات (2): إقامة محطة تحويلية المنصورة 2 محولات 90 ميجاوات كامل المرفقات (3) اقامة محطة تحويلية خور مكسر ومن شأن هذه المحطات مع شبكة نقل الطاقة من توفير طاقة استيعابية يمكن نقلها تصل إلى 900 ميجاوات وفق مهندسين بالمشروع قابلة للزيادة بترومسيلة والإمارات يوفران قيمة المشروع : كان تمويل المشروع بوقت سابق معضلة تواجه كل الجهود الرامية إلى تنفيذه وتصيب تلك الجهود بالفشل ولكن هذه المرة كان رئيس الجمهورية هادي متواجد وبقوة فقد أصدر فخامته توجيهات لشركة بترومسيلة لتوفير الميزانية المطلوبة للمشروع وساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة أيضا بتوفير الدعم المالي للمشروع حتى يرى النور وان تحدد فترة عمل المشروع 18 شهر بعدها تكون مدينة عدن على موعد مع نقلة نوعية بدخول أولى المشاريع العملاقة الخدمه في عدن. وزير الكهرباء إلى ذلك قال المهندس محمد العناني وزير الكهرباء أثناء زيارته التفقدية للمشروع برفقة مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء عبدالقادر باصلعة ": أن المشروع يعد من المشاريع العملاقة التي تنفذها الحكومة و بتوجيهات وإشراف ومتابعة من فخامة الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والتي تأتي تزامنا مع إنشاء المحطة الاستراتيجية 262 والتي تاتي ايضا بتوجيهات فخامته وأشار الوزير العناني أن من شأن هذا المشروع نقل الطاقة تصل إلى 900 ميجاوات . وأضاف معاليه أن هذا المشروع يشيد بمساحة تقدر 200×200 متر ويتولى و يحتوي على إنشاء محطات تحويلية الحسوة تحتوي على محولين بقدرة استيعابية تصل الى 100 ميجا وات، إقامة محطة تحويلية المنصور تحتوي على محولين بطاقة استيعابية تقدر ب 90 ميجا وات ، إقامة محطة تحويلية خورمكسر ، انشاء مركزا وطنيا للتحكم مجهز بأحدث الأجهزة المتطورة موضحاً إلى أن القدرة الاستيعابية للمشروع بعد الإنتهاء على ستصل إلى 900 ميجاوات قابلة للتوسع. واشار إلى أن "هذه المحطة ستحقق فك الاختناقات للأحمال في عملية التوزيع للمنظومة الكهربائية،بعد ان كانت هناك مشكلة ولا تزال،تسببت بحرمان المدينة من التوسعة بالطاقة الكهربائية ، والتي ستكون لها شان كبير بتغذية عدن بالطاقة المطلوبة بما يتناسب مع حجم التوسعات السكانية والعمرانية، وقال بتصريح صحفي ، بالرغم من كل التحديات التي واجهت عدن والمحافظات المحررة من دمار أثناء اجتياح مليشيات الحوثي لها، وما تحتاجه من إعادة للبنية التحتية، أصبح الجهد المطلوب مضاعفاً، وسنجتهد بكل ما أوتينا من قوة لتحقيق الاهداف المرجوة في النهوض بقطاع الطاقة ، لا اقول سنحل أزمة الكهرباء في أربعة أشهر، ولكن خلال فترة معقولة وليست بالطويلة، ونحن ساعون وبجد في تطبيق البرنامج الحكومي، وما وعدنا به، ويجب علينا ان ننهض من جديد، وعملنا يكون مضاعفاً في إعمار هذا القطاع". واكد اننا لن ننتصر لهدا القطاع إلا بالتوحد وتكاتف جهود جميع العاملين بالوزارة وجميع المؤسسات للنهوض بهذه المسؤولية المهمة، وان ملف الكهرباء هو ملف أمن وطني ومن يتلاعب بهذا الملف يعد خائن للوطن، كترويج الإشاعات الكاذبة والتصريحات المستفزة والمربكة لعمل الجهد الوطني، واناشد شعبنا أن يقف خلف جهود كوادرنا في وزارة الكهرباء، وأن يكون داعماً وسانداً لها في كل الخطوات، ولا ننسى دور الجميع من المهندسين والفنيين الذي كان وسيكون لهم الدور الابرز في هذا المنجز واظهاره.. تحية لهم من الاعماق على هذا الدور النوعي في نهوض هذا الصرح العظيم جهود تستحق الإشادة : لعل هناك من عمل وبصمت في بلورة تنفيذ المشروع وفي مقدمة هؤلاء فخامة الأخ عبدربه منصور هادي الذي كان يتابع خطوة بخطوة في تنفيذ المشروع كما لعب الأستاذ مجيب الشعبي دور لا يستهان به منذ الوهلة وبمعية المهندس عارف عبد الحميد مدير المشروع والأخ نصر مكرد مديد المتابعة بإدارة التوليد حيث لا تزال بصماتهم واضحة إلى يومنا هذا في تدليل الصعاب على أرض أمام ما يتعرض له المشروع من إفشاله.