نقلا عن رويترز نشرت قناة روسيا اليوم آرتي مفاجأة مدوية تحت عنوان مصر انسحبت من الناتو العربي وأبلغت واشنطن بقرارها لعدة أسباب جميعها تتعلق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران, والبعض يضيف إلى أن وجود قطر ضمن الحلف قبل حل أزمتها مع دول المقاطعة الأربع من بينها مصر هو سبب لا يقل أهمية عن تلك الأسباب. وأشار الموقع إلى أن دول الحلف تحاول إرجاعها فهل ستنجح في إرجاعها إلى صفوف أعضاء الناتو العربي؟! أم أنها ستضع شروطا للعودة تتضمن إيجاد الحلول أولا لجملة الأسباب التي دفعتها إلى تعليق عضويتها! أميل إلى استخدام عبارة مصر تعلق عضويتها في الناتو العربي بدلا من (انسحبت) طالما هناك محاولات تجري لإعادتها, وذلك لتبقي الآمال منوطة بالحلف كمؤسسة جماعية عملها يقوم على قرارات جمعيتها العمومية, ليس كمؤسسة خاصة مرهونة بنزوات فرد معين ينتهي دورها بمجرد رحيله. ومهما كان حلف الناتو العربي فهو نتاج فكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى من ورائها تحقيق أهداف جمة له ولأمريكا أولها مالي وثانيها دفاعي عن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط, فإن الحلف لن يظل مربوطا باسمه ولا باسم من يأتي بعده من الرؤساء الأمريكيين. ولكن لن تكون إدارته إلا أمريكيا مثله مثل حلف الأطلسي الناتو الذي قد يعلق عضوية تركيا في ظل حكم أردوغان لانحيازها لروسيا ومحاولتها الحصول على منظومة إس400 والمقاتلات سو متجاوزا التحذيرات الأمريكية إن لم تكن تهديدات البنتاغون بطرد تركيا من الناتو الغربي في حال تخليها عن إف35 واستبدالها بسلاح الجو الروسي. وإذا كان الناتو العربي لم يعد ذو فائدة بالنسبة لأمريكا وأن الفكرة التي أراد ترامب جني أموال أكثر من حال وجود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وخوضها المواجهات على أرض المعارك لم تنجح في تحقيق الغرض وأصبحت لصالح الغير وخاصة أهل المنطقة فإنه حتما سيقل اهتمام أمريكا بالناتو العربي ولن يتم تفعيله أبدا وسيظل بدون آلية, أحد الأسباب التي دفعت مصر لتعليق عضويتها غياب الآلية كما أوردته رويترز ونقلته آرتي. ومن الأسباب أيضا: اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان السورية والتهديد بضم المستوطنات في الضفة الغربية لإسرائيل, تهديد واشنطن للقاهرة بقطع المعونات في حال شرائها سلاح جو روسي, احتمال فشل ترامب لتحقيق فوز في انتخابات 2020م الرئاسية, والبعض يرجح سبب رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي وعدم رغبتها الزج به في الناتو العربي وإقحامه في مواجهة مع إيران, أما إيران تغني على ليلاها مع قطر وتقول أن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية دفع مصر للانسحاب من الناتو العربي. وبتكرار القراءة لما نشرته رويترز ونقلته آرتي يستطيع القارئ أن يستخلص نتيجة هامة حول التضليل وطباخة الأكاذيب التي يتم نشرها بالمقابل المالي عبر رويترز مثلها مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز. والذي يجعلنا نعتقد أنها كذبة إعلامية قطرية يراد بها خدمة لتركيا وإنقاذ نظام أردوغان وصرف الأنظار عما يتعرض له من تهديد أمريكي لطرده من الناتو الغربي هو عدم صدور أي بيان أو تصريح عن حلف الناتو العربي حول هذا الموضوع والتحسس البالغ ألذي أحدثه نجاح زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لواشنطن. والذي يؤكد لنا هذا الاعتقاد هو عدم تناول الإعلام القطري وبالذات قناة الجزيرة لهذه النجاحات المصرية م جهة, ولكذب خبر انسحاب مصر من الناتو العربي وهي التي لا تفوت كبيرة ولا صغيرة عن مصر ولا السعودية ولا الإمارات في حملتها ضدهم. واضح أن المال القطري يصل إلى كبريات الصحف العالمية ويلعب بعيون القائمين عليها.