تقاطر الناس من كل حدب وصوب رجالا ونساء .. شبابا وشيوخا .. صغارا وكبارا .. خفافا وثقالا !! لأداء سنة العمرة . حتى صار أداء تلك السنة محل تفاخر وتباه و" فشخرة " لدى الكثيرين بل لدى السواد الأعظم من أبناء اليمن !! إنني وغيري كُثر نتساءل عن ثمار تلك العبادة وجدية أصحابها لنيل الأجر والثواب والتقرب إلى الله لاسيما وهم يقطعون كل تلك المسافات في الصحارى والفيافي ويعانون الأمرين جراء تلك الرحلة الشاقة وفي النهاية يمكثون يوما بمكة ويوما بالمدينة ويقضون بقية الأيام والليالي في الترفيه والسياحة !! وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وقد وفوا وكفوا . تخيلوا معي وفي عملية حسابية بسيطة أن عدد المعتمرين شهريا مليون شخص فقط بينما هم أضعاف مضاعفة .. تعالوا معي نحسبها : 1000000 × 500 ريال سعودي فقط بينما هذا المبلغ فقط مقابل تأشيرة ومواصلات 1000000×500 = 500000000 خمسمائة مليون ريال سعودي أي نصف مليار ريال سعودي !! وهذا المبلغ أو جزء منه كفيل بإطعام آلاف الأسر من الفقراء والمساكين والمحتاجين والنازحين والمشردين والمتضررين من الحرب .. إن إطعام الطعام في الإسلام والحض على طعام المسكين وقضاء حوائج الناس خير من الاعتكاف في مسجد رسول الله شهرا كاملا بل لن يجتاز المرء العقبة الكأداء يوم القيامة إلا من يطعم الناس في يوم ذي مسغبة وحاجة وفاقة !! ( فلا اقتحم العقبة .. ) ( أريت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدُعّو اليتيم ولا يحض على طعام المسكين .. ) " أيها الناس افشوا السلام وأطعموا الطعام .. تدخلوا جنة ربكم بسلام " ومن المعلوم أن العبادة التي يتعدى نفعها إلى الغير هي خير من العبادة التي لا يستفيد منها إلا العابد نفسه !! كم من الفقراء والمساكين والمحتاجين والنازحين والمشردين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .. يأكلون الماء ويشربون الهواء !! يشكون إلى الله حاجتهم وفاقتهم .. بل نجد أناسا فقراء معدمين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس ألحفا .. فمن لهؤلاء أيها الناس ؟ أليسوا أحق وأولى بتلك الأموال التي تصل إلى مليارات الريالات السعودية ؟! الله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.