(وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) الماعون3 هذه الآية تكرّرت ثلاث مرات وهي تحثنا على عبادة مختلفة عن عبادة إطعام المسكين, وهي عبادة الحض على طعام المسكين, فقد رغب الله سبحانه فيها, باعتبارها تجعل المجتمع متكافلاً متراحماً. فهي تصف شخصاً لا يدعو إلى إطعام المسكين، ولا يجعل من رسالته في الناس إطعام الجياع.. و من لا يحمل همّ الجياع، ولا يدعو الناس إلى إطعامهم، لا يجد من نفسه الدافع الذي يدفعه إلى إطعامهم من ذات يده.. ذلك أن الذي يعرف عنه في الناس أنه يحضّ على هذه المكرمة وينادى بها فيهم - يستحي أن يدعو إلى فعل ولا يفعله.. وللتفريق بين الفقير والمسكين فقد وجدت من استقراء الكلمتين في القرآن ومن خلال جذر الكلمتين أن المسكين هو الفقير الذي وقع في المسكنة بسبب طلبه للناس حاجته, وهو أشد فقراً من الفقير الذي لم يقع في المسكنة, ولذا كانت الكفارات والترغيب لإطعامه كثيراً في القرآن. أما الفقير فهو الذي ليس لديه ما يكفيه ولكنه لا يتعرّض للناس, وهذا يجب على الدولة أن تعطيه وله نصيب من الزكاة التي تنفقها الدولة, لأنه لا يمد يده للناس, وما أكثر هؤلاء اليوم.