في اعتراف جديد يعكس حالة القلق المتزايد داخل الأوساط الأمنية والسياسية الصهيونية، أقرّ الإعلام العبري بأن التهديد الذي تشكله المسيرات اليمنية لم يعد يقتصر على استهداف الأهداف العسكرية والتجارية مثل مطار "رامون"، بل امتد ليشمل أهدافاً استراتيجية وحيوية في عمق الكيان. وكشف الإعلام العبري، بعد ساعات قليلة من عملية يمنية جديدة، عن تفاصيل جديدة تثير مخاوف كبيرة لدى الكيان، فقد أشار إلى أن العملية تضمنت إطلاق سرب من أربع طائرات مسيرة، وصلت إحداها إلى محيط مدينة ديمونا، مما يدل على أن اليمنيين يجربون مسارات طيران "أكثر تعقيداً" ويهدفون إلى إضرار استراتيجي، وهذا التكتيك، الذي يجمع بين التعدد في المسارات واستهداف الأهداف الحيوية، يشكل تحدياً كبيراً لمنظومة الدفاع الجوي الصهيونية التي تواجه صعوبة في التصدي له. ورغم تفعيل الإنذارات هذه المرة، إلا أن الإعلام العبري طرح تساؤلات حادة حول قدرة المسيرات اليمنية على اختراق أجواء الأراضي المحتلة وفشل منظومات الاعتراض في إسقاطها. واعتبر أن هذا الفشل يُظهر وجود "ثغرات" في المنظومة الدفاعية لم يتم سدها بعد، مما يترك الباب مفتوحاً أمام المزيد من الهجمات، مشيراً إلى أن "شهية" اليمنيين قد "فتحت" بعد النجاح في إصابة مطار "رامون"، وهو ما يعني أنهم سيحاولون أكثر في الساعات والأيام القادمة، خاصة وأنهم يمتلكون "طائرات مسيرة أكثر من الصواريخ". ولم يقتصر الحديث في الإعلام العبري على الأضرار العسكرية، بل امتد ليشمل الأضرار الاقتصادية والنفسية، فالتركيز على المطارات الدولية مثل "رامون" و"بن غوريون" يثير مخاوف كبيرة لدى شركات الطيران الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تعليق رحلاتها وإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد الصهيوني، كما أن استمرار هذه الهجمات، خاصة في موسم الأعياد حيث تكون إيلات مكتظة بالسياح، يثير حالة من القلق في الداخل المحتل، ويعكس أن الهجوم بدأ يصل إلى قلب الكيان. وأكدت وسائل اعلام أن اليمن يواصل إسناده لغزة، وأنهم لن يتوقفوا ما دامت الحرب مستمرة، وأن ما يحدث هو صراع وجود، حيث "عين اليمن على معركة الفتح الموعود، وعين العدو على معركة الوجود". ويعكس هذا التحليل إدراكاً متزايداً في الأوساط الصهيونية بأن التهديد اليمني ليس مجرد رد فعل مؤقت، بل هو جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى إضعاف الكيان ودفعه إلى التراجع عن جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج التي يتعرض لها سكان غزة على مرأى ومسمع العالم.