انها محنة النخبة العتيدة,مثقفون , عبدوا الطريق الطويل, الى المعرفة,اضاءوا مساءات حزينة, تحركوا في رقعة الادب في فضاءات مشحونة بالهياج والطيش..فريد بركات رحمه الله احد الذين نحتوا في الصخر لينتجوا المأسسة التي لم يكن يعلم البعص عنها في زمن العنفوان دخل الاعلام من باب الادب, خطوة بخطوة تتضح الرؤيا, وتنتشر رياح الشعر, وينشأ جيلا ,,يحاكي لطفي, وفريد وخالد حريري وسالم بكير,وآخرين, ويتحقق تواصل الاجيال... عبء المأسسة للاعلام والأدب, لم يكن سهلا, ..كان على الدولة ان تنصب لهم تماثيل في ميدان كريتر, مثما تحتفل كل شعوب الدنيا بمبدعيها,,فريد لم يكن اديبا فحسب, لكنه حمل مع اخرين فبس التنوير. في السبعينيات كانت تدار معارك فكرية على صفحات "الثوري" ابطالها عمر الجاوي وعبدالله باذيب وعلي باذيب وعبدرحمن عبدالله وزكي بركات وفريد بركات وآخرين, كانت تلك هي الفرشة التي عبدت الطريق لتكوين نخبة قليلة من السائرين على درب الادب والثقافة وشوك الحياة البائسة. فريد بركات اخر هؤلاء احتفظ بكل تبل النخبة وافقها العام, لكن بؤس الواقع ظل هما محمولا يؤرقه,,كما لم يترك له متنفسا من الحرية والحياة الامنة...هكذا مات دون ان يعينه ارثه الغني الذي اثرى به الحياة الثقافية, على الحصول على العلاج. انها نكبة المثقف اليمني والمبدع هم في قمة الهرم الاجتماعي معنويا, وهم قاعه ماديا...الآثرياء اليوم هم السماسرة وانصاف المتعلمين والمنافقين وكل الزواحف السامة من تجار الحروب...ويبقى افق المبدع كئيبا, بائسا, تعيسا.تبا لهذا الواقع المخزي, ولن يتعدل ميزان العدل الا عندما يعود الهرم مزهو على قاعدته.. للفقيد العزيز الاديب والكاتب والسياسي فريد بركات الرحمة ولاولاده خالص العزاء , وانا لله وانا اليه راجعون.