في حادثة هزت ضمير الإنسانية تم نقل جثمان عامل النظافة وجدي حسن الذي وافته المنية وهو يؤدي عمله بسيارة القمامة مما أثار غضب شعبي كبير وإستياء عارم في الشارع الجنوبي لذلك التصرف الأرعن الذي يهز الضمير والوجدان البشري الإنساني والذي يتعارض مع كل القيم والمبادئ الدينية والقيم الإنسانية والأخلاقية في جميع أرجاء المعمورة. هذا المسكين الذي تم نقل جثمانه بسيارة القمامة بسبب فقره وعوزه وحاجته وإنتماءه الى الطبقة الكادحة لعمري أنه أعز وأطهر وأشرف وأنقى من كل أصحاب المناصب والمراكز والفخامات السارقين والشيوخ المنافقين والأثرياء المنحطين ودعاة الدين الكاذبين والمسؤولين الحقراء اللذين تشيع جثامينهم الملطخة بما أجترحوا من الآثام والجرائم والسرقات بحق الناس والشعب المغلوب على أمره والتي أدت بالنتيجة إلى الفقر والجوع وإمتهان إنسانية الإنسان بتلك الطريقة التي حصلت مع جثمان عامل النظافة المسكين. عندما يفتقد الضمير والحس الوطني والديني والإنساني ويلهث الجميع خلف مصالحه الخاصة ويركض وراء المادة بكل الطرق الغير مشروعة وتؤكل أموال وحقوق الناس بالباطل وتنهب الموارد والخزائن والمرافق الحكومية العامة سينتج عن ذلك إنحطاط المجتمع وتردي القيم والأخلاق بسبب ﺍلطغيان المادي فينحل المجتمع وتضمحل الفضائل . ينتج عن ذلك إنقسام المجتمع المحطم الى طبقات برجوازية منحطة يكون لها شأن في التأثير على الأحداث ومجريات الأمور ويشيع أصحابها بمواكب كبيرة ويلفون بالحرير والبخور وتنقل جثامينهم بأفخم السيارات وأحدث المراكب ويعم الحزن المزيف على الجميع. وطبقة فقيرة كادحة تقضي عمرها بين الألم والحزن والجوع ترعى وتحافظ وتكد وتكدح لخدمة الطبقة البرجوازية رغماً عنها وكيف لا وأدنى متطلبات الحياة البدائية أرغمتها على ذلك الخنوع الإجباري سببته العدالة اللاموجودة، وسيشيع أموات هذه الطبقة وسينقل جثامينهم على الأكتاف والدواب وصناديق وعربات القمامة وربما تسحب جثامينهم بالحبال أو يرمى بها في مكان سحيق تأكلها الكلاب والجوارح والقوارض مالم يفيق الجميع من السبات العميق بثورة عارمة تقتلع الفساد من جذوره وتحاسب الفاسدين الذين هم سبب كل مايحدث اليوم.