في قمة التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا الذي انعقد في دوشانبي عاصمة طاجيكستان جرت لقاءات بين بعض الرؤساء أبرزها لقاء الرئيسين الروسي والصيني. ومن الطبيعي أن يسعى إليهما كونهما رئيسي دولتين عظميين الرئيس الإيراني شاكيا باكيا مستجديا مما يتم التحضير له في الخليج العربي يصل لمستوى المواجهة العسكرية بين بلاده والولاياتالمتحدة وحلفائها, ومهما كانت نتائج اللقاءين كانت تخدم مصلحة روسيا والصين في المقام الأول حيث أن بوتين وبينغ كررا دعوتهما إلى استمرار التزام إيران بالاتفاق النووي. أما الغير طبيعي في تلك القمة هرولة أمير قطر تميم بن حمد للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني, بأي صفة وماذا أراد أن يحققه من وراء ذلك اللقاء غير الإعلان الصريح الصارخ عن الانحياز النظام القطري كليا إلى النظام الإيراني في مواجهة الولاياتالمتحدة وحلفائها. ثم التقى بكل من الرئيس الروسي والرئيس الصيني ليعطيهما شرحا مفصلا عن الاستعدادات الجارية لاستضافة قطر لمونديال 2022م وكأنه يطلب من روسيا والصين وحتى إيران المساعدة في ضمان سلامة الحدث العربي الهام والتاريخي وتأمين مجرياته كونه يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط المتوترة سياسيا وأمنيا وبالأخص في قطر. هذه التصرفات من الجانب القطري أثارت العديد من الشكوك لدى الفيفا ودفعت السلطات إلى إلقاء القبض على ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نائب رئيس الفيفا سابقا وذلك على خلفية التحقيقات في ملف استضافة قطر لمونديال 2022م, وقد أبدى عبر محاميه قدرته على الإجابة لكل الأسئلة التي سوف تطرح عليه حتى وإن قامت قطر بتسييس الرياضة وعلى وجه الخصوص كرة القدم. فهل مازال المونديال كما أريد له أن يكون بنكهة عربية يقام في دولة عربية ( قطر ) كما أريد له؟! أم أن قطر اتخذت منحى آخر غير عربي وانحازت لإيران وتركيا! وما الذي يجعلها متصلبة بموقفها ضد إخوتها العرب إلا إذا افتقرت للروح الرياضية أصلا؟! اتضح للعالم اليوم أن دول المقاطعة الأربع ( السعودية والإمارات ومصر والبحرين) على حق فهم لا يطالبون إلا بأن تتوقف قطر عن دعم الإرهاب و عن نشر الكراهية والإسلاموفوبيا عبر قناة الجزيرة والأدلة كثيرة بالنسبة للناس العاديين فما بالكم بالمهتمين بالتوثيق والمراقبة آخرها انحياز قطر للنظام الإيراني في وجه أمريكا وحلفائها, إلى جانب انتهاكات حقوق الإنسان وسلب حريياته. بماذا سيعلل بلاتيني وه في قبضة السلطات الآن؟ هل يستقيم كل ذلك مع كرة القدم أم سيكشف ما لم يتم كشفه في ملف استضافة قطر لمونديال 2022م الذي من غير الممكن زيادة عدد المنتخبات فيه من 36 إلى 48. هل القرعة كانت لصالح الولاياتالمتحدة والتي بإمكانها استضافة المونديال بأي عدد من المنتخبات, سواء 36 أو 48 وحتى 60 وأكثر من ذلك. الرغبة في زيادة عدد المنتخبات إلى 48 في مونديال 2026م فرضت على قارة أمريكا الشمالية بكاملها أن تستضيفه أي ثلاث دول هي الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا والمكسيك في حين باستطاعة الولاياتالمتحدة وحدها أن تستضيفه, بينما مونديال 2022م تستضيفه دولة لا تكاد تبين لم تنتهي بعد من إكمال المنشآت الرياضية التي تشيدها عمالة أجنبية شرق آسيوية عانت من الظلم والاستبداد وحرمانها من توفير أبسط ظروف العمل الملائمة حسب تقارير البي بي سي. لدى قطر ملعبين أو ثلاثة ضجت بهما العالم بينما دولة إسلامية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق أو من يوغوسلافيا سابقا لديها العشرات قائمة منذ زمن بعيد ومازالت تحتفظ برونقها وجمالها هذا في حال إعادة النظر في مكان إقامة المونديال, الدول الأوروبية والآسيوية والأمريكية اللاتينية والإفريقية تزخر بالملاعب والحمد لله لا يحشرونها في كل موقف وفي كل حدث وحديث. والاحتمال الكبير أن مونديال 2022م سوف يقام في الولاياتالمتحدةالأمريكية بينما مونديال 2026م سوف يقام بين دولتين كندا والمكسيك للأسباب الواردة أعلاه وفي مقدمتها المواجهة مع إيران لاستئصال الإرهاب إلى الأبد, وبعدما يعم الأمن والسلام في الشرق لأوسط سوف ينظر إلى إجراء قرع للبلدان العربية كي تفوز باستضافة المونديال والألعاب الأولمبية.