لعبت المرأة الجنوبية أدواراً كبيرة في مناهضة العدوان الحوثي منذ اليوم الأول والوهلة الأولى لاجتياح المحافظات الجنوبية, فشاهدنا الأمهات والزوجات يدفعن بأزواجهن وأبنائهن إلى جبهات العزة والكرامة للذود والدفاع عن سيادة وعزة الجنوب, لم تبخل المرأة الجنوبية بأغلى ما تملك فبذلت مالها وحليّها دعماً وإسناداً لرجال الله في جبهات المقاومة والمناوئة للمشروع الإيراني الاستيطاني, واجتهدت في صنع المأكولات وتسيير القوافل تلو القوافل من الغذاء والشراب محفوفة بالدعاء للمجاهدين والمقاومين بالثبات والنصر والتمكين, ليس هذا فحسب بل إنها تحملت مسؤولية البيت ورعاية الأطفال في غياب الأب ورب الأسرة, واستقبلت جثامين الشهداء بالاستبشار والصبر والثبات والتحميد لله على نيل قريبها هذه الرفعة وشرف الشهادة وعروجه إلى السماء مع الصديقين وحسن أولئك رفيقا, لذا فكل تقدم ونصر يحققه أبطال المقاومة الجنوبية يكون للمرأة الجنوبية نصيب الأسد في صناعته وتكون شريكة فعلية في تحقيقه. فأصبحت المرأة العظيمة مضرب الأمثال في صبرها وثباتها وتجلدها وصمودها وتحملها للمحن وعونها لبقية أسرتها وتأقلمها مع كل الظروف التي تعيشها فتحولت الى ثورة وبركان غاضب يتفجر حمم حارقة في وجه الأعداء, فقدمت فلذات الأكباد وساندت أخيها الرجل فكانت شريكة في الصمود ومساهمة في صياغة وتحقيق النصر وفي تغيير بوصلة تاريخ شعبنا المجاهد العظيم نحو فجر المجد الجديد. أثبتت هذه المرأة الحرة الأبية المتمسكة بالله وبكتابه وبسنة وعترة رسوله وسير صحابته الكرام أنها ذو مكانة عظيمة عند المنعرجات الحساسة التي تمس دينها وأرضها وعرض ذاتها, فكان لها دور مشرف وعظيم في كشف وإفشال كل أساليب العدو الحوثي المتغطرس الهادفة الى افساد وعيها وثقافتها ووأد فكرها وعقيدتها لأنه إذا فسدت المرأة فسد المجتمع، وإذا صُلحت المرأة صُلح المجتمع، فالمرأة نصف المجتمع, لا بل هي المجتمع بكله, عرفت هذه المرأة المهام التي ينبغي أن تقوم بها في مواجهة ذلك الاحتلال الأصولي السلالي العنجهي الذي لا يختلف بوحشيته و إجرامه عن وحشية واجرام مغول جنكيز خان فكانت في الموعد وعند المستوى في تحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه وطنها ودينها فانتفضت هذه الحرة الأبية في وجه اعتى مليشيا ارهابية على مر التاريخ. وأخيراً أقول لكل امرأة جنوبية حرة أبية عزيزة كريمة عفيفة أنت أيتها المرأة من أذهلت العالم بصمودها وثباتها وتضحياتها, وارعبت وافشلت مخطط المشروع المجوسي الرافضي ووقفت بصلابة فولاذية في طريقه ومنعت ذلك المد الكهنوتي على رقعة أرض تنتمي لأهل السنة والجماعة وهي ارض الجنوب العربي المسلم الحر, فثقي وتوكلي واعتمدي على الله الواحد الأحد في سراك وضراك وتزودي وتسلحي بالهدى والوعي أكثر وأكثر وواصلي مشوارك بدرب الجهاد في سبيل الله ومن أجل هذا الوطن العزيز ليظل دوما بكبرياء وعزة وعلو وشموخ ورفعة فوق هامات السحب. التاريخ سيسطر وقوف حرائر الجنوب بشموخ وقوة وكبرياء في مجابهة المليشيا الظلامية الطاغوتية الباغية, وسيشير من دون شك إلى أن هذه المرأة الجنوبية كانت ومازالت بمثابة الصخرة الصماء التي تتكسر وتتحطم عليها كل الدسائس والمؤامرات والشائعات وأساليب الفساد الأخلاقي لأن أدوات العقيدة الفاسدة يعلمون مدى تأثير المرأة في المجتمع بصلاحه أو فساده وأيضا لديهم معرفة تامة أن المرأة الجنوبية الحرة الأبية لها تأثيرها القوي والفعال في أوساط مجتمعها الراقي والمتحضر وفي نجاح الجبهة وانتصارها فهي بذلك الدور تعكس قوة وعزيمة وإرادة الجبهة الداخلية التي تعتبر مصدر إمداد وإلهام للجبهة المفعلة ضد عناصر مليشيا الضلال, شاركت المرأة الجنوبية وتشارك دوما كأداة فاعلة في صنع الانتصار بمختلف الجبهات وقد سجل التاريخ حضورها البارز والمشرف ذلك بحروف من ذهب. من الواجب اليوم أن تقدر القيادة السياسية حجم تلك التضحيات الكبيرة والأخلاقيات المتميزة والرفيعة لحرائر المحافظات الجنوبية المحررة اللواتي أسهمن ويسهمن في صمود شعبنا في مواجهة بغي وعدوان وغطرسة مليشيا ايران الشمالية والتصدي لمشروعها الجهوي المذهبي العقائدي الرافضي الشيعي الفاسد. على السلطات العليا في حكومة الشرعية أن تعي وتثمن اليوم أكثر من أي وقت مضى ما قدمته وتقدمه المرأة الجنوبية من تضحيات جسيمة فداء للوطن والدين أكانت بالأبناء أو الإخوة أو الأزواج أو الأقارب وعطائها السخي واللامحدود وتقديمها للغالي والنفيس دعما منها للجبهات, على الدولة ان لا تجحد جهود حرائر الجنوب العملي في دعم المرابطين في مواقع الشموخ والعزة والكرامة سواء كان ذلك الجهد متمثلا بامداد وتزويد المقاومين بما يلزم من تغذية او من خلال الاهتمام وإسهام في كل المجالات التي تحقق على إثرها النصر وأطل عبرها الربيع التحرري لتراب هذه الارض الطاهرة, فالمرأة الجنوبية العفيفة الكريمة كانت تمثل هدفا مباشرا لقوى إيران الشيطانية في المنطقة التي كانت تسعى ضمن مخططها المقيت سعيا دؤوبا للحط من كرامتها وتجريدها من أخلاقها وغرس قيم وأفكار عقيدة فاسدة لا تتلائم مع الفطرة السوية وعمدت لتحقيق ذلك بشتى الطرق والوسائل والأساليب المختلفة لكنها لم تفلح بفضل الفطنة والسجية التي تتميز بها حرائر الجنوب اللواتي بتيقظهن ووعيهن وادراكهن أفشلنا كل تلك المشاريع والمخططات العبثية والغوغائية والفوضوية, ولم ترض هذه المرأة العزيزة حياة الذل والامتهان والتحول إلى سلعة رخيصة مجردة من كرامتها الإنسانية تعرضها ايادي أمامية لا ترحم في سوق مزاد علني يسوده الظلم ويطغى عليه القهر والعبودية والاضطهاد فانتفضت بعنفوان الشموخ المستلهم عزته وكرامته من وطن الحضارات الجنوب العربي العريق ودفعت بشقيقها الرجل إلى الجبهات وشاركته التضحيات بالنفس والمال وهناك قائمة طويلة من الحرائر الجنوبيات اللواتي استشهدن وجرحن على يد عناصر الحوثي الشمالية الايرانية والتاريخ يشهد بذلك, رفضت المرأة الجنوبية رفضا قاطعا بأن تسري السموم التضليلية والإفسادية الشيعية الايرانية لضرب القيم والأخلاق المثلى لشعب الجنوب العربي الأصيل ودفعت حياتها ثمنا لهذه المبادئ, فهي بذلك برهنت قولا وفعلا للعالم أجمع بانها مضرب الأمثال في صبرها وصمودها ورباطة جأشها وتحملها للمصاعب والمتاعب والمحن.