جماعة الضغط (اللوبي ) هي أي جماعة تسعى للتأثير في صناعة القرار في أي جهة بحيث تحافظ على مصالحها وتخدم أهدافها وفي واقعنا المعاصر الأشهر عالمياً هو اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية والذي يمارس ضغوط شديدة على الكونجرس والرئاسة بل وعلى الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري. في واقعنا اليمني الهش وبعد المصالحة بين الجمهوريين والملكيين في مطلع سبعينات القرن الماضي تمكنت فلول الملكيين من إختراق مؤسسات الدولة وخصوصاً القضاء والمؤسسات الخدمية وشكلت ما يمكن أن نسميه اللوبي الهاشمي وسعت بشكل محترف الى إفشال المؤسسة العدلية والأمنية في البلد حتى يتم الحنين إلى عهد الإمامة وربط السلبيات أو صور الفساد بالنظام الجمهوري وكانت الهاشمية السياسية تضع البذور الأولى لزعزعة الجمهورية من داخلها وذلك بعد أن عجزت في الستينات من القضاء عليها في كل معاركها وأندحرت في حصار السبعين. وكانت الخطوة الأهم بالنسبة لهم هي القبول بالنظام الجمهوري وعلى مضض والسعي الحثيث من داخلة للقضاء عليه وتمكين الأسر الهاشمية ذات النفس الطائفي من السيطرة على بعض مفاصل الدولة والعمل بشكل هادئ وغير مريب لتحقيق الأهداف السابقة حتى قامت الوحدة اليمنية عام 90 وهنا تمت عملية توزيع الأدوار بين الأحزاب الرئيسية في البلد ففي كل حزب سياسي كبير توجد جماعات ضغط تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة في توجهاته وقرارته يقل هذا التأثير أو يزداد حسب أيدلوجية الحزب ورؤيتة الفكرية ففي حروب صعدة الستة ظهر جلياً دور اللوبي الهاشمي في تأجيج الصراع واللعب على وتر الأختلافات السياسية بين الأحزاب بل وتوسيع شقة الخلاف بين الجميع حتى بين علي عبد الله صالح وعلي محسن فالدولة بجميع مؤسساتها تحارب جماعة الحوثي والرئاسة وبشكل خفي تدعمة عسكرياً وتعقد معه الصفقات السرية وتجري معه المباحثات العلنية فجعلت منه نداً وطرفاً مثله مثل الدولة. أما مواقف الأحزاب فقد تأرجحت في الحروب صعدة الستة فالأولى على أنها حرب ضد متمرد وتطورت رؤية بعض القوى السياسية من حروب صعدة بسبب اللوبي الهاشمي إلى أنها مظلومية الحوثي والهاشميين وتم تصوير الحروب الستة على أنها بأسباب مطالب خدمية أوصراع مصالح أو أن الأقلية تبحث عن حقوقها أو أن الحوثي يدافع عن نفسه أو خلاف إداري كما وصفه علي عبد الله صالح فيما بعد وذلك عند تحالفه مع الحوثيين " تحالف الحقد والكهنوت". ونجح الحوثي في تسويق ذلك إعلامياً وعند المؤسسات الغربية والدول المانحة وذلك عبر ناشطين وناشطات يلبسون أثواب الحياد الكاذب ويصورون الصراع في اليمن بالصورة التي يريدها صاحب الكهف. والفخ الذي وقع فية الكثير من اليمنيين وخصوصاً الحركة الإسلامية أنه ومن أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي اليمني لانتحدث صراحة عن أطماع الأسر الهاشمية ذات النفس الطائفي والعنصري أي الأقلية الهاشمية في عودة الإمامة وعودة الإمتيازات السلالية والأسرية أو الميزات الأجتماعية للعائلات الهاشمية كحق ديني متوارث واصطفاء جيني عتيق وظل الكثير في هذا الفخ ولايزال البعض في داخلة ولكن سرعان ما تكشفت الحقائق وظهر المستور. وهاهي الهاشمية السياسية قد سيطرت على جميع مفاصل الدولة ولبست ثوب الجمهورية ولو إلى حين فعودة الإمامة حلم يراود الكثير منهم ولكن حذاقهم يقولون يبقى الشكل الجمهوري من رئيس ومجلس وزراء ونواب ولكن المرجع هو قائد الثورة الإمام عبد الملك الحوثي ((هذه الايام)) وما دام الأمر كله معنا فلماذا العجلة ولا يزال البعض إلى الأن يصور حرب اليمن على أنها ذات طابع سياسي فقط والأمر في ذلك أنه صراع لإخضاع الأغلبية اليمنية القحطانية للأقلية الهاشمية وفرض مذهبها الشيعي على الأغلبية السنية ولا يتأتى لهم ذلك إلا بالقوة وبدولة على نمط دولة عبدالله بن حمزه والكثير لايزال مخدوع ويتصور أنه وبمجرد القضاء على الحوثي أنتهت المشكلة نقول ما الحوثي إلا أداة بيد الهاشمية السياسية يمكنهم الإستغناء عنه لأنه قد أدى دوره وبإتقان وهم بواسطة جماعات الضغط قد فتحوا له الكثير من الأبواب وبقي على الناس أن تفهم.
1-الهاشمية السياسية " هو كل من يؤمن ويعتقد بنظرية إصطفاء البطنيين للحكم والسلطة وأن الإمامة والسلطة لاتكون شرعية إلا بهم وأن الله تعالى خلقهم للحكم الخلافة "