في مساء ال20 من يونيو حسمت أمري واتخذت قراري في موضوع مغادرة الوطن العربي والذي وضعت خطة مغادرته منذ 3 سنوات . في تلك الليلة دخل موعد الرحيل حيز التنفيذ وبدأت في أجراءت السفر، الساعه 11:00pm أنهيت حجز التذاكر online على متن إحدى شركات الطيران الغير عربي. انقسمت رحلتي إلى ذهاب وعوده بين دولتين يفصل الرحلتين شهر زمان. نحن الآن في الساعه ال18:22 عصراً من ال 23 يونيو ذاهبون إلى المطار، اقف أمام الكاونتر لقص البوردنج ، في غضون 40 دقيقه كانت الطائره على المدرج تستعد للإقلاع، غادرت "المملكه السعوديه" كسجين اُفرج عنه بعفوا عام لم يكن في حسبانه. مطار "اسطنبول"الجديد كان اول محطاتي بعد مغادرتي "الوطن العربي. لم اقف لأكثر من 30 ثانيه امام كاونتر الجوازات ولم يكن قلبي يرجف خوفاً من وشاية ما او تعكر مزاج موظف الجوازات. كان على متن الطائره بالقرب من مقعدي يمني خمسيني مع زوجته هي من مسؤلي الشرعيه، غادرنا سوياً، عند جهاز عربيات نقل الأمتعه وقفت انا وهو، حاول استخراج عربيه لكنه لم يفلح ، قمت بمساعدته وأخذ العربيه له ثم تنحيت جانباً، لكي تستخرج عربية أمتعه عليك أن تدفع للجهاز 5 ليره تركيه، لم يمكن بحوزتي ليرات، سألت أحد الواقفين أين مكان الصرافة بغية تحويل بعض نقودي إلى ليرة تركية، لغرض إستخراج عربية نقل امتعه، نظر الوالد اليمني إليّ بتجمد، كنت انتظر أن يبادر ويدفع 5 ليره إلا أن نصل الى مكان الصرافه نظراً لبعد المكان الذي نقف فيه عنها، لكنه غادر باتجاه سير الأمتعه ولم يقل حتى شكراً على المساعده. ذهبت بأتجاه الصرافة واخذت النقود وعدت إلى جهاز العربيات ومن ثم إلى سير الأمتعه، كان الوالد اليمني يقف هناك ومن حسن الحظ لم اتوقف لأكثر من 40 ثانيه حتى ظهرت شناطي واخذتها وغادرت وهو لايزال ينتظر. خارج المطار كان يقف أحد اصدقائي بسيارته كي يقلني إلى مكان إقامتي، أنقضت الرحلة بسلام ووصلت إلى سكني. ال23 من يوليو موعد إقلاع طائرتي من مطار "اسطنبول" إلى دوله أخرى، لم تكن الظروف تسمح لي بالسفر لذلك ذهبت إلى مقر "طيران التركية، لغرض تأجيل او الغاء الرحلة، اتصلت بهم واعطوني عنوان أحد فروعهم الرئيسية. أنا الآن في طريقي إليهُم، استخدم قوقل ماب ليرشدني الى مقر الفرع، على بعد 50 متر لمحت لوحة مرسوم عليها شعار طيران التركية، استبشرت بأني وصلت قبل انتهاء الدوام إذ كان الوقت متأخراً. مرحبا عزيزي هكذا استقبلني احد الموظفين، انا : الأخ عربي ؟؟ نعم من سوريا، كيف استطيع خدمتك؟؟ أنا: هل انتم فرع رئيسي لطيران التركية؟؟ نعم بالتأكيد. بدأت بشرح موضوعي حتى النهاية. لايمكنك إلغاء الرحلة ولكنك تسطيع دفع 50$ لنحولها إلى مفتوح تسافر متى ما شئت، هذا كان رده! انا: عزيزي اتصلت بكم في الأمس واخبرني أحد موظفي الشركة أن بإمكاني الألغاء! آسف يا صديقي عليك دفع 50$ هذا هو الحل الوحيد. أنا:هل انتم الفرع الرئيس للتركية هنا ؟؟ لا يا صديقي انا: غادرت دون النظر إلى وجهه. خطوت خطوات في الشارع قبل أن ارى مكتب آخر قال صديقي هو ذا . عند دخولنا عرفت أنه ليس فرع رئيسي نظراً لضيق المكان واتساخ المكتب. لكن الموظف كان يصر على انهم فرع رئيسي كما حدث مع صديقنا السابق. طبعاً الموظف هذا "مصري" بعد دقيقة كنت اقف في الشارع ثائر الأعصاب حائر الفكر من كمية الكذب والخداع في "العرب" سألت احد الماره وارشدني إلى المكان وصلت الفرع وأنهيت عملي وظلت الحادثة تدور في عقلي إضافه إلى حوداث أخرى سابقه، أضفتها إلى أستعانتنا "بالتحالف" والمساعده التي قدمها لنا طوال 4 سنوات افضت إلى تقسيم المقسم وتجزءت المُجزاء، كل هذه المواقف انتجت عندي قناعة بعدم طلب المساعده من "عربي حتى في الدخول إلى الحمّام"