إلى عموم الشعب المنهك بالصراع: حافظوا على علاقاتكم وجواركم ومصاهراتكم من أن تدمرها الأحداث، فالأحداث ستنتهي يوما ما ، لكن ستبقى الجروح الغائرة في القلوب، والسياسيون من طرف (أ) أو (ب) قد يصطلحون أو تفرض عليهم حلول بالرضا أو بالقوة أو تتأزم الأوضاع ويهاجرون عن البلد ويتركونكم لوحدكم وقودا لنارٍ أشعلوها لكم وفيكم ثم لم يطفئوها وتركوكم تحترقون بها وتخسرون علاقاتكم ورباطكم ببعضكم لسياسة لم تصنعوها انتم بل صُنعت لكم، ولن ينفع الندم بعد أن وقع الفأس في الرأس وسال الدم وتقاطعت الناس ووقع الطلاق والفراق . خطابي هنا ليس للسياسيين ورؤوس الأطراف المختلفة فهم اتخذوا رأيهم وحددوا مصيرهم ونظروا لأنفسهم ولأولادهم المخرج إن انفلت الوضع، ولكن رسالتي للوطن الكبير المتمثل بالمواطن البسيط الذي لن يستطيع الخروج من الوطن لو حصل شيء، لأنه (عقار) الوطن، والعقار ثابت لا يتحرك، ومادام أنه لن يتحرك فليحافظ على نفسه وليحافظ على العقار الآخر الذي سينفعه ويحتمي به، وعلى المواطن (العقار) إن كان له موقف مع اي طرف أن لايخسر غيره من الطرف الآخر ، فلنختلف في آراءنا السياسية والفكرية، فالإختلاف ظاهرة الحياة الكبرى، لكن لانفترق ونتقاتل ونتعاير على سياسة لسنا من صناع نتيجتها ونهايتها؛ قد نكون من مداميك بدايتها لكننا في نهايتها لسنا إلا اوراق سياسية في دفتر الصراع يقلبها السياسيون في الداخل أو الخارج كما يشاءون، والمتحمس من أي طرف قد يستنكر هذا الكلام ويستهجنه لكن الأيام والأيام القريبة بل والماضية كفيلة بالشهادة بصحته . ختاما : كونوا كما تريدون ومع اي طرف ، لكن حافظوا على علاقاتكم وجواركم وأخلاقكم وحافظوا على أطفالكم وشبابكم من الشحن والتفخيخ وصنع عقلية الثأر فأنتم وهم عقار الوطن ، فلاتعقروا الوطن بتمزيق نسيج الأخوة والدم والمصاهرة والجوار ، ولاتسمعوا لصوت الطيش والقطيعة والثأر، فالوطن واسع ويسعنا جميعا، والماضي مدفون الى غير رجعة او نبش ، والايام دول والأحوال كرارة ومواقف السياسيين تتبدل تبعا للظروف والضغوط، والإنسان في بلده ملك وبإخوانه قوي وبجيرانه سيد ، والله يعلم اننا أردنا الخير بسطورنا هذه، ولسنا ننتمي لطرف ما ، ولكننا ننتمي إلى الناس من أحبابنا وجيراننا وأبناء وطننا ، والسلام عليكم وعلى الوطن الجريح ( فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً . إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً ) .