قال الأكاديمي الجنوبي الدكتور محمد علي السقاف،إن اليمن تمثل كتلة بشرية كبيرة ولها تواجد مكثف في السعودية وبقية دول الخليج. وكشف السقاف في حوار أن إيران التي تتحكم بمضيق هرموز تود أيضا السيطرة علي باب المندب مما يتيح لها الهيمنة علي اهم مضيقين في المنطقة العربية. وإليكم نص الحوار.. ◄ فتوى ما يسمي بهيئة علماء اليمن هي امتداد لفتوي حرب عام 1994 ◄ إيران التي تتحكم بمضيق هرموز تود أيضا السيطرة علي باب المندب ◄ مفتاح حل الازمة اليمنية يتمثل بفك الارتباط بين الشمال والجنوب وإليكم نص الحوار:- ◄ ماذا تريد ايران من اليمن ولماذا اليمن ؟ ◄ أولاً لأن اليمن تمثل كتلة بشرية كبيرة ولها تواجد مكثف في السعودية وبقية دول الخليج، وهي عددياً تفوق الإحصائيات الرسمية المعلنة. وسبق أن أشار إلى ذلك مؤتمر وزراء الإسكان العرب المنعقد في الرباط أنها تحتل المرتبة الثانية بعد جمهورية مصر العربية بمعني آخر كثافتها السكانية تعلوا عن عدد سكان العراق !! وقال الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مؤتمر لندن في 2006 كما اعتقد ان ا دول لخليج العربي اذا تهاونت في عدم مساعدة اليمن ودعم اقتصادها فان ثورة الجياع ستجتاح دول الخليج بحثا عن لقمة العيش ولن يستطيع صالح منعهم من اجتياح الخليج. ◄ ثانياً لأن إيران التي تتحكم بمضيق هرموز تود أيضا السيطرة علي باب المندب مما يتيح لها الهيمنة علي اهم مضيقين في المنطقة العربية، ولهذا ايضا موقف ايران الداعم للوحدة اليمنية وضد فك الارتباط بين الجنوب والشمال لان اليمن ورقته الاستراتيجية تقتصر علي الكثافة السكانية ويعلم ان ذلك لا يكفي ولهذا التوافق الايرانياليمني علي الحفاظ علي الوحدة اليمنية ليس من منظور قومي وإنما لاعتبارات استراتيجية واذكر بهذا الصدد دور جنوباليمن في مساعدة مصر اثناء حرب اكتوبر بالسماح لمصر التواجد في باب المندب لقفل جنوبالبحر الاحمر امام اسرائيل وهو ما ساعد ذلك مصر في فك حصار جنوبالبحر الاحمر مقابل فك الحصار علي الجيش الثالث وفق رواية الفقيد محمد حسنين هيكل. ◄ما هو حل الأزمة اليمنية ؟ مفتاح حل الازمة اليمنية يتمثل بفك الارتباط بين الشمال والجنوب.. فشل الوحدة اليمنية هي التي أشعلت الحرب في 1994 واجتياح الجنوب من قبل تحالف صالح والحوثيين في 2015 اظهر بوضوح ان الهدف الرئيسي لحربي 1994 - 2015 هو الحفاظ باي ثمن بالجنوب رغم معارضة شعب الجنوب الاستمرار بالوحدة الذي تبين له انها مجرد ضم وإلحاق الجنوب تحت مظلة اليمن وليس من منطلق قومي، لان رمز القومية العربية التي جسدها الرئيس جمال عبد الناصر لم يريد الحفاظ علي الوحدة المصرية السورية بالقوة المسلحة كما نادي صالح ولا تزال النخب الشمالية تنادي بالحفاظ علي الوحدة باي ثمن والغريب في الامر ان الحزب الناصري اليمني متوافق معهم في هذه الرؤي وهم يفترض بهم الاقتداء بزعيم العروبة وهوما يؤسف له ان الناصريين اليمنيين مثلهم كمثل صالح والإسلاميين في الإصلاح وبقية الأحزاب اليمنية مجمعين علي امر واحد الحفاظ علي الجنوب كفيد ثمين لحرب 94، ومخرجات الحوار صحيح حاولت حل المشكلة الجنوبية بقدر ماسمحت به المتنفذة ولكن الحلول التي طرحت شكلية وغير كافية ولا تلبي تطلعات شعب الجنوب بفك الارتباط مع الحفاظ علي علاقات صداقة وروابط اخوية مع اليمن والتي كانت علاقتنا بهم قبل الوحدة افضل بكثير من العلاقات الحالية ما بعد الوحدة لا جل للازمة اليمنية دون فك الارتباط. وقال في الحقيقة قبل عاصفة الحزم دول الخليج كاالسعودية والكويت لهم دور كبير في اليمن السعودية ركزت علي اليمن الشمالي بحكم علاقتها التاريخية من ايام الإمامة وحرب اليمن في الستينات بينما علاقة الكويت بالجنوب والشمال في ان واحد نموذجية واحد مظاهرها جامعتي عدنوصنعاء التي أسستها الكويت في البلدين الي جانب المدارس والمستشفيات والان في اطار عاصفة الحزم لعبت الامارات دورا ريادياً في تدريب وتشكيل نواة القوات المسلحة والأمنية لمستقبل دولة الجنوب ليتمكن الجنوب من حماية نفسه عند استعادة دولته وهذا الاهتمام الإماراتي معطيات المرحلة تتطلب ذلك ونتطلع ان تقوم بأبعد من ذلك في عدة مجالات كا الاستفادة من تجربة منطقة ابو علي في كيفية ادارة المناطق الحرة وتأسيسها بشكل حديث في عدن والمكلا علي سبيل المثال الي جانب الحاجة الي الدعم السياسي والدبلوماسي علي مستوي الاممالمتحدة و الرباعية الأوربية بحكم علاقاتها المتميزة مع تلك الأطراف. وأشير ايضا أن الامارات العربية المتحدةوالجنوب العربي لا توجد بينهما اي قضايا او نزاعات حدودية كما كانت بين الجنوب وسلطنة عمان والسعودية التي تم تسويتها في اتفاقيات حدودية وقعت في اطار دولة الوحدة. ◄ هل مؤسسات الدولة في الجنوب مكتملة وقادرة علي ادارة الدولة في حالة الاستقلال؟ حينما استقل الجنوب من الاحتلال البريطاني ورث مؤسسات وهياكل الدولة التي سهلت. له ادارة فترة ما بعد الاستقلال بتوفر الكوادر المؤهلة والمدربة من ايام بريطانيا وكثير من هذه الكوادر هاجرت الي الخليج وبعض الأقطار الأجنبية وكذلك علي مستوي الجيش والأمن استطاعت دولة الاستقلال بناء جيش وامن علي مستوي عالي من المهنية هؤلاء تم تسريحهم بعد حرب 94 مع استعادة الدولة الجنوبية سيتم اعادة الاعتبار للجيش الجنوبي المطعم بالشباب الذين تم تدريبهم من قبل الامارات العربية المتحدة، واشير بصراحة ان ما يقلقنا عند استعادة الدولة عدم تكرار تجارب ما حدث بعد الاستقلال بغياب المهنية والكفاءة والتاهيل العلمي الرفيع لقيادة الدولة التي افضي الي التعقيدات التي نعاصرها ويدفع غاليا الان ثمنها شعب الجنوب، ما كان سائداً في الستينات والسبعينات يجب عدم تكراره مجدداً فنحن الان في القرن ال 21 ، في عصر مختلف والجنوب بموقعه الاستراتيجي في حاجة الي قيادات مختلفة فالإقليم والدول الكبري لن يسمح بإعادة استنساخ تجارب القيادات السابقة ولا عسكرة القيادات الجنوب في حاجة الي قيادات مدنية مؤهلة لدولة مدنية عصرية. ◄ كيف خان حزب الإصلاح التحالف ؟ قبل التحالف فهو لم يكن واضح في علاقته بالرئيس الشرعي الرئيس هادي حيث اثناء احتجازه مع رئيس الوزراء السابق ذهبوا الي التفاوض ولقاء زعيم الحوثيين في صنعاء ومع بداية عاصفة الحزم هرولوا الي الرياض وانضموا مع فريق الرئيس هادي، أما في علاقتهم مع التحالف يظهر غموض موقفهم من خلال ما حدث في محافظة تعز وكذلك في مارب حيث حصلوا علي أموال وأسلحة لم توظف للأغراض التي حددها لهم دول التحالف العربي اضافة علاقتهم الوطيدة بكل من تركيا وقطر وهما دولتان ليست صديقة لدول التحالف العربي. ◄ ماذا عن فتوي هيئة علماء اليمن بشأن الجنوبيين ؟ الفتوي الاخيرة التي صدرت من قبل ما يسمي بهيئة علماء اليمن هي امتداد لفتوي حرب عام 1994 فتوي سياسية اكثر من كونها دينية ارادت تبرير قتل الجنوبيين علي اساس انهم ملحدين لكون دولة الجنوب دولة ذات توجه اشتراكي اذا كانوا كذلك لماذا قبلتم الوحدة معهم في 1990 ؟ والجدير بالاشارة هنا ان فتاوي نفس الهيئة في عام 1994 أدانها في حينها الأزهر الشريف والفتوي الحالية مجددا ضد الجنوب يجعل المرء يتساءل لماذا نفس الهيئة لم تصدر فتوي ضد جماعة الحوثيين الذين ارتكبوا جرائم لا تدينها التشريعات الدولية فحسب بل ايضا التشريعات السماوية ذاتها قبل التشريعات الدولية مما يظهر بوضوح انها مسيسة ومكملة للشعار السياسي القائل الوحدة او الموت. فاذا كان صالح قد قتل إلا ان أفكاره السياسية لم تمت معاه وظل رجال الفتاوي الدينية أوفياء له وهم بذلك ليسوا فقط يوجهوا فتاواهم ضد شعب الجنوب وإنما ايضا ضد مفهوم الوسطية الاسلامية التي عرف بها شعب الجنوب بفضل علمائه من رجال الدين المعتدلين.