برغم قساوة الظروف وصعوبة التحديات يبقى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رمز اليمن وعنوانه الكبير، لان هادي كما عرفناه رجل صادق مخلص أمين وفي لوطنه ومحب لشعبه وفوق هذا كله يتميز بنيته الصادقة وطيبته المفعمة بالخير. يدرك الجميع أن فخامة الرئيس هادي يتعرض لضغوطات لا تقدر الجبال على حملها، ليس هذا فحسب وإنما يتعرض بين الحين والآخر لكميات مهولة من الأخبار والشائعات الكاذبة والمغرضة والتي كانت تهدف إلى النيل من شخصية رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر. توقع الكثير من السياسيين اليمنيين أن ثمة امرا سيحدث ضد الدكتور بن دغر عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء وخاصة بعد المواقف الوطنية الباهرة التي صنعها بن دغر وحقق فيها انتصارا حاسما للشعب وللحكومة اليمنية الشرعية، ابرزها الموقف الوطني البطولي الأسطوري في جزيرة سقطرة، عندما صمد بن دغر فيها ورفض مغادرتها حتى اسقط المؤامرات الخارجية الرامية الى الاستيلاء على الجزيرة انذاك، والموقف الثاني صموده في قصر معاشيق إبان أحداث يناير 2018م، ورفضه الخروج من القصر حتى اسقطع الانقلاب الذي قاده المجلس الانتقالي الجنوبي. ذلك الموقفان وغيرهما من المواقف الكثيرة والكبيرة اغاضت الأعداء وافقدتهم صوابهم حتى صاروا ينسجون خيوط مؤامراتهم الخبيثة والحاقدة على رئيس الحكومة الدكتور بن دغر، فاتجهت المؤامرة بكل ما تحمله من دسائس وأحقاد وضغائن وشائعات وأكاذيب وأضاليل إلى بلاط فخامة الرئيس هادي، الذي كان يتعرض لضغوط كبيرة مارساتها حكومات وجهات عديدة وشخصيات محلية وغير محلية وكلها كانت ترمي إلى انتزاع قرار اقالة بن دغر من فخامة الرئيس هادي. وقد نجحت تلك المساعي الشريرة في خداع الرئيس تلك الفترة وانتزعت قرار اقالة رئيس الحكومة الدكتور بن دغر. لكن الزمن لم يتوقف عند تلك اللحظة، وكان الجميع يدرك ان التاريخ سينصف بن دغر اجلا ام عاجلا. كان الرهان في تلك المعادلة يتركز على فخامة الرئيس هادي، وما يمكن أن يفعله بعد أن تتضح له الصورة ويكتشف حقيقة الخدعة والتقارير المضللة، ولأن الكثير ممن يعرفون فخامة الرئيس هادي عن قرب توقعوا أن لا تطول المأساة، ذلك لأنهم يؤمنون انه لن يقبل بالظلم وأن ضميره الحي سيتحرك في اللحظة المناسبة لاعادة الحق إلى نصابة، وبالفعل سرعان ما أدرك الرئيس هادي حقيقة اللعبة وتأكد أن بن دغر وقع ضحية لتلك المساعي الخبيثة والمغرضة، فقرر على الفور تعيين الدكتور احمد عبيد بن دغر مستشارا لرئيس الجمهورية. قرار فخامة الرئيس هادي تعيين بن دغر مستشارا لرئيس الجمهورية، هو بمثابة إصدار شهادة عليا تثبت براءة بن دغر من كل الشائعات والافتراءات والاكاذيب، التي حاكها الاشرار ضده في المقام الأول. وفي المقام الثاني يعتبر القرار بمثابة اعتذار من الرئاسة اليمنية لشخص بن دغر عن ما حدث في السابق وإن كانت الرئاسة بريئة من القصد السيئ لكنها رسالة واضحة لأولئك الذين تآمروا في الخفاء و أوغروا صدر الرئيس على الدكتور بن دغر. ان الارتياح الشعبي الواسع في كافة ارجاء اليمن لسماع قرار التعيين يدل على اشياء كثير، لكن اهمها وابرزها ان الذاكرة الشعبية اليمنية ترفض رفضا قاطعا تخوين بن دغر وتعتبر ذلك جرما يمس كرامتها كونه استهداف مباشر لواحد من أهم الرموز الوطنية السياسية اليمنية. كما أن الحزن والاستياء الشعبي الواسع، الذي عم البلاد عند قرار الاقالة يعد رسالة شعبية واضحة لادانة واستنكار الحملة التضليلية الظالمة والمغرضة، التي تعرض لها رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر قبل حوالي عام. وعلى اية حال، لقد أنصف التاريخ بن دغر بشكل سريع لم يكن يتوقعه احد والفضل ايضا يعود لفخامة الرئيس هادي الذي أصر على اعادة الحق الى نصابه شاء من شاء وابا من ابا.