العاصمة عدن هي تلك المدينة التي كانت مشرقة على مدا عقدا من الزمن كانت الرائدة في كل مجالات الحياة وتتبوأ المراكز الأولى على مستوى مدن الوطن العربي إن لم يكن العالم بأكمله. هي اليوم تعاني ويلات الحرب والأزمات المتكررة والنهب والسرقات التي طالت البر والبحر والبسط على الأراضي التي لم تسلم منه المعالم التاريخية والحضارية في مختلف المديريات. لم يتمكن القائمون على السلطة لإعادة مجدها ورونقها الذي بدأ يخفت يوما عن الآخر ووصل لمرحلة الانطفاء لولا محاولات بعض من ابنائها للحفاظ على لعودة اشعاله من جديد بعدد من الفعاليات والأعمال التي تخدم المدينة. ومع توالي تولي شخصيات في منصب محافظ عدن تحدث جملة من الأحداث تعصف بالعاصمة وتنتهي إما بوفاته أو باستقالته أو بانتهاء مدته وتولي آخر بدلا منه. ومع تتابع المشهد السياسي وخاصة بعد الاتفاقية الأخيرة بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي تسارعت الأنباء حول تعيين محافظ جديد لعدن وهو رقم 22 في تاريخها ولكن من هي الشخصية التي ستنال المنصب وما هي آمال العدنيين في المرحلة القادمة بالنسبة للمدينة. تقرير : دنيا حسين فرحان *شخصيات تقلّدت منصب محافظ محافظة عدن 21 محافظاً على مر السنوات: 1) أبوبكر شفيق 1967-1968 2) نورالدين قاسم 1968 -1969 3) محمود جعفر 1969 -1970 4) طه غانم 1970 -1981 لمدة 11 عاماً. 5) محمود عراسي 1981-1986 لمدة 5 سنوات 6)ناجي عثمان 1986-1990 7) سعيد صالح 1990-1991 8) محمود عراسي 1991-1993 للمرة الثانية ولمدة عامين 9) صالح منصر السييلي 1993-1994 10) طه غانم 1994-2003 للمرة الثانية ولمدة 9 سنوات 11) الدكتور يحي الشعيبي 2003-2006 12)احمد الكحلاني 2006-2008 13) الدكتور عدنان الجفري 2008-2011 14) احمد قعطبي مارش 2011 15) المهندس وحيد رشيد 2011-2014 16)الدكتور عبدالعزيز حبتور 2014-2015 17) نايف البكري 2015 18) اللواء جعفر محمد سعد اكتوبر - ديسمبر 2015 19)عيدورس الزبيدي 2016 20) الدكتور عبدالعزيز المفلحي 2017 21) أحمد سالمين 2018 وحتى الآن 22) ؟ ويمكن تقسيمهم زمنياً كما يلي : _7 محافظين منذ يوم الاستقلال 1967 الى يوم الوحدة 1990 _14 محافظاً في عهد الوحدة وحتى الآن . _كان المحافظون من مختلف المناطق اليمنية واستمرت فترة مكوثهم في الوظيفة بين شهر واحد الأستاذ احمد محمد قعطبي و 20عاماً للأستاذ طه غانم ولفترتين _بينما حلّ في المرتبة الثانية الاستاذ محمود عراسي ولمدة 7 أعوام على فترتين _وفي المرتبة الثالثة ناجي عثمان ولمدة 4 سنوات ، وفي الرابعة كل من الدكتورين الشعيبي والجفري من 3 أعوام ، _بينما قضى المحافظون الآخرون في حدود العام الواحد وعددهم 11 محافظاً وكان المنتمون لعدن الأكثر استدامة في هذا المنصب ! *شخصية المحافظ الجديد وأمور يجب أن يضعها في عين الاعتبار: لم تعرف المدينة أي استقرار في شخصية محافظ عدن سوى بالشهيد جعفر محمد حسن لكن أيادي الغدر أبت أن تصبح هذه المدينة خالية من كل الفساد وتستعيد عافيتها ليتم اغتياله واغتيال أحلام كل العدنيين معه. المحافظ التالي كان عيدروس الزبيدي الذي انتهى به بتغييره بعد أن تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي وأصبح هو رئيسه وتوالي الصراع بينه وبين حكومة الشرعية وكل أعضاء المجلس للسيطرة على الأرض وفرض سياسته. تعيين المحافظ أحمد سالمين لم يخدم العدنيين في شيء حسب المؤشرات التي تحدث على الأرض فلم توجد أي حلول للأزمات التي تعاني منها المدينة ولا أي تحسن في خدمة الكهرباء والماء والاتصالات ولا أي شيء من البينة التحتية للمدينة ولا أي اصلاحات جادة لمختلف الأشياء التي دمرت في الحرب أو اصابت بضرر. لا أحد ينكر قيام عدد من المشاريع في محافظة عدن تخص تعبيد الشوارع والطاقة الشمسية وأعمال إغاثية من قبل مؤسسات لكن لم تكفي في تغطية كل احتياجات المواطنين في عدن خاصة في ظل انتشار الفساد وضعف الأمن وزيادة عدد الجرائم وظهور الجماعات التي تسعى فقط لخراب المدينة ونشر الفوضى والخوف وكل الأعمال التي لا تعترف بها مدنية عدن. السؤال الأكبر من هي الشخصية التي ستكون في منصب محافظ عدن والأهم هو أن يمتلك كل مقومات القيادة الحكيمة وأن يكون ابن من ابناء هذه المدينة ليحرص على إعادة اعمارها واحيائها من جديد. وأن يضع كل مشاكلها وأزماتها وما تمر بع بعين الاعتبار والقيام بعدد من الاصلاحات والتغييرات الجذرية والقيام بأعمال تخدم المدينة ويلمسها المواطن على أرض الواقع. *اتفاق الرياض تتركز الأنظار على المحافظ رقم (22) المرشح لهذا المنصب: يتطلع ابناء عدن أن يكون المحافظ الجديد من مدينتهم ، ولد وعاش وتعلم ولعب في أزقتها وحواريها ويعرف ظروفها وخصوصيتها المتميزة عن غيرها من المحافظات . محافظ يستطيع أن يعمل على اعادة بناء وإعمار ما تدمر في حرب طرد الحوثيفاشيين من المدينة ! محافظ يستطيع بناء بنية تحتية قوية من كهرباء ومياه وإصلاح طرق. محافظ يستطيع ازالة العشوائيات وإخراج المقتحمين للأراضي والمباني الخاصة والعامة. محافظ يستطيع إعادة الامن المفقود الى المدينة ويحافظ على الحريات وحقوق الفرد ! ويمنع التعدي على حقوق الغير محافظ يستطيع محاسبة اي مدير عام اذا ارتكب اخطاء بما فيهم مدير عام الأمن ؟ عدن تحتاج الى محافظ تتوفر فيه النزاهة والكفاءة والصرامة والقوة ! لا يقبل الوساطات والمحسوبية ! محافظ حقيقي مثل بقية محافظي مدن العالم . محافظ لا يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة ولا يخشى لائمة لائم. محافظ يستطيع اعادة رونق وجمال المدينة الرباني الذي عبثت به الغوغاء ! هل يستطيع الرئيس هادي العثور على هذا الشخص ؟ عليه ان يحسن الاختيار هذه المرة وان لا يخضع لتجاذبات مراكز القوى المختلفة والتي ساهمت في إيصال عدن الى هذا الوضع المزري.