((الله بالخير)) سالم محمد الضباعي يعلم الجميع أن تخطيط وتنفيذ مدينة عدن الحضري الحديث قد تم في عهد الاحتلال البريطاني للجنوب وخاصة خلال عقدي الخمسينات والستينات ونصف العقد الثاني من الأربعينات أي خلال ربع القرن اللاحق للحرب العالمية الثانية من القرن العشرين المنصرم وهنا نسجل الملاحظات التالية : _ كانت بريطانيا العظمى خارجة حينها من حرب عالمية ضروس اكلت الأخضر واليابس في أوروبا وطالت بلهبها العاصمة البريطانية لندن نفسها. _ واجهت بريطانيا العظمى بعد الحرب مباشرة صراع عالمي وحرب باردة مع الاتحاد السوفيتي والمعسكر الأشتراكي وحلفاءه من حركات التحرر الوطني في البلدان النامية ومنها البلدان العربية التي كانت تحت الاحتلال او الوصاية البريطانية وخاضت من خلالها حرب 1956م ضد مصر فيما عرف بالعدوان الثلاثي تكبدت فيه واحدة من أسوأ الكوارث السياسية في تاريخها. _ترافق بناء وتطوير مدينة عدن مع انتفاضات عسكرية وسياسة وشعبية لا تنقطع توجت باندلاع ثورة 14 اكتوبر 1963م المسلحة التي قادت إلى تحرير واستقلال الجنوب الناجز عن بريطانيا. في ظل كل تلك الأوضاع القلقة وغير المستقرة أنجزت السلطات البريطانية بالتعاون مع السلطات المحلية الهشة عملية تحديث وتطوير مدينة عدن بأحدث المفاهيم التخطيطية والحضرية وبأرقى مستويات المعايير والمواصفات العلمية المعروفة في ذلك الوقت وتركت لتطوير المدينة وتوسيعها المخطط الرئيس المعروف بالماستر بلان الذي يستوعب آفاق توسع المدينة ويستجيب لحاجات ومتطلبات تطويرها. والحال كذلك فإننا نتطلع اليوم بعد التوقيع على اتفاق الرياض التاريخي بين سلطة الشرعية اليمنية والمجلس الأنتقالي الجنوبي وبعد وصول رئيس الوزراء د. معين عبدالملك وطاقم الوزارات الخدمية الرئيسية إلى أن تشهد عدن بداية العمل الجاد لإنقاذ المدينة من هاوية التردي والانهيار الشامل في أوضاعها الخدمية والحضرية ومن اجل استعادة وجهها الجميل الصبوح والمشرق فلم يعد هناك من عذر او حجة او مبرر لتأجيل هذا الأمر. عمار ياعدن عمار يا وجه الخير والجمال والأمل. الاربعاء 20 نوفمبر 2019م