لاشك أن اتفاق الرياض جاء بعد جهود ومخاض عسير ساهمت في تذليله المملكة العربية السعودية وقيادتها، حيث أنتجت جهود المملكة السياسية في توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، أثبتت القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية أنها داعم حقيقي للسلام ولديها سياسة فريدة من نوعها تلبي متطلبات وتطلعات المرحلة القادمة في اليمن لوقف الحرب، وإزاء ذلك هناك تحديات كبيرة تتربص في تلك الاتفاق من كل الاتجاهات لغرض عرقلة تطبيقه، فقد تحلت المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة بسياسة استراتيجية هادئة ذات النفس الطويل لتطبيق بنود الاتفاق تهدف إلى التصدي للمؤامرات المحاكة من جهات عديدة فقدت مصالحها من الاتفاق منهم تجار الحروب فأقول جاءت هذه الاستراتيجية لتطبيق اتفاق الرياض بإشادة بالغة وتقدير الكثيرين من اليمينين وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما دعت الكثير من الدول منها الكويت استعدادها لاستضافة مختلف الأطراف تحت رعاية الأممالمتحدة للوصول إلى تطبيق الاتفاق النهائي والشامل لهذه الأزمة اليمنية والإشادة الرائعة لكثير من الدول بدور المملكة العربية السعودية لحرصها الكبير لنجاح تلك المفاوضات مهما كان الثمن. فأقول إن تحقيق تنفيذ البنود الأولى للاتفاق من خلال مباشرة الحكومة اليمنية عملها في عدن هي دلالة واضحة على حرص المملكة العربية السعودية ودول التحالف لاستعادة الشرعية للأمن والاستقرار في اليمن. وبدأت المرحلة الأولى بعد توقيع الاتفاق في تنفيذ برامج تنموية في اليمن شمالاً وجنوباً خاصة في المحافظات المحررة ولا ننسى الدور المستمر للملكة العربية السعودية في اليمن وعلى مدى سنين كانت المملكة سبّاقة في تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي في مختلف المحطات، وأقول على الصعيد الإغاثي والإنساني مازالت متواصلة في الدعم من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بجهود كبيرة لمواجهة المأساة التي يعيشها اليمنيين لتلك الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الانقلابية، دشنت المملكة الكثير من المشاريع منها الطبية التطوعية لجراحة القلب المفتوح والقسطرة في عدن وفتح مستشفى عدن العام ومشاريع دعم المستلزمات الطبية بدعم مركز الملك سلمان ، مركز الأطراف الصناعية في العاصمة عدن، في تدريب وتأهيل متدربين في صيانة الأطراف الصناعية وغيرها من خلال مشاريع مركز الملك سلمان، حيث وصلت لأكثر من ثلاثمائة وسبعون مشروعاً بلغت قيمتها ستة عشر مليار دولار، منها ملياران وثلاثمائة وأربعة وتسعون مليون وستمائة وثمانية وعشرين ألف دولار قدمت من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية وثمانون شريكاً دولياً وإقليمياً ومحلياً معتمدة على المعايير الإنسانية الدولية ممثلة بدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف مبلغ وقدره سبعة وستون مليون دولار لمكافحة تفشي وباء الكوليرا، ولا ننسى الدور الكبير أيضاً لبقية دول التحالف الداعمة بمبلغ مليار وخمسمائة مليون دولار كاستجابة للوضع الإنساني وتكفلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 57% من الاحتياجات. سعت المملكة العربية السعودية منذُ توليها لقيادة التحالف في تنفيذ الكثير من المشاريع التنموية ومازالت تواصل جهودها التنموية في مجالات الإعمار وبناء السلام الذي تشتمل على قطاعات مختلفة في جميع المحافظات في الإغاثة الإنسانية أولها الاهتمام بالإنسان واحتياجاته الخدمية بهدف تخفيف البطالة وذلك بتقديم الوديعة للبنك المركزي بمبلغ مليارات الدولارات. مازالت المملكة تحرص على استمرار دعم الكهرباء في عدن بوقود وصلت كلفتها مائة وثمانين مليون دولار أمريكي على دفعات مستمرة لتخفيف واستقرار الطاقة الكهربائية مما ساعد على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساعدة على دفع المرتبات للموظفين، فأقول هذه خطوات استراتيجية ثابتة قطعت على نفسها الملكة العربية السعودية ودول التحالف ورسمت التاريخ بأحرف من ذهب، ولكن لكل نجاح متربصون لتلك الاتفاق منهم المتمصلحون الذين فقدوا مصالحهم من تلك الاتفاق وتجار الحروب الذين يفتعلون الخلافات تلو الخلافات ولا يريدون للوطن الاستقرار والأمن والسلام، فأقول للمملكة العربية السعودية الدرع الواقي والدافئ لكل العرب واليمن خصوصاً وستظل محفوظة بحفظ الله لها ولقيادتها المتمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع، ودول التحالف ممثلة بدولة الإمارات العربية المتحدةوالكويت وكل دول الخليج والسودان الداعمين الحقيقيين في اليمن. كلمة لابد منها: المملكة العربية السعودية تخطوا خطوات ثابتة باستراتيجية هادئة وطويلة النفس بعيدة عن ارتكاب أي حماقات للحفاظ على استقرار اليمن والوصول باتفاق نهائي يخدم اليمن واستقراره. أي عرقلة لاتفاق الرياض لا يخدم سوى الأعداء المتربصون بالوطن. والله من وراء القصد...