نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب، اليوم الاثنين الموافق2019/12/16م في قاعة الشاعر سليمان العيسى بجامعة عدن كلية التربية مديرية خور مكسر، فعالية ثقافية احياء لذكرى رحيل ادبائنا الرواد، وكذلك احتفاء بالذكرى 52 للاستقلال الوطني المجيد 30 نوفمبر، الذي لم يأت هبة من أحد، ولكن بضربات المقاومة الجنوبية الباسلة، تحقق الاستقلال الناجز. وقد بدأت الفعالية التي أدارها الأديب الشاب أبو بكر الهاشمي بكلمة الدكتور عبده يحيى الدباني، والذي تحدث فيها عن خريطة الشعر الذي رافق الثورة، وموكب الاستقلال الوطني، وقال: الدباني أن شعراء السبعينات والثمانينات معظمهم يساريين تقدميين، ولهذا كانت عدن قبلة للمفكرين والتقدميين العرب آنذاك. كما تطرق الدباني إلى التوظيف السياسي الذي يذهب إليه المثقف اليمني في وقتنا الحالي للاستشهاد في الاشعار لأدباء وبعض حديث مناضلي الثورة الاكتوبرية الجنوبية عن الوحدة، والأرض وغير ذلك، وهذا في حقيقة الأمر استغلال رخيص، لأنها قيلت في مرحلة لها وضعها وخصوصيتها، ولكن نحن نعيش في مرحلة فشل الوحدة بين الشعبيين الشقيقين والذي أصبح أمرا واقعا، ولو كان ممن استشهدوا بحديثهم احياء، لكانوا أول من نادوا في الاستقلال. وأكد الدكتور عبده يحيى الدباني بأن الثورة الجنوبية تحدث عنها كثيرا من شعراء العرب، وتغنى الفنانون فيها. بعد ذلك تحدث الدكتور أحمد علي همداني والذي أكد في مداخلته عن اهتمامه بدراسة الشعر اليمني وبذات دراسة شعراء الجنوب وبالتحديد شعراء عدن وهم عبدالله هادي سبيت، ولطفي جعفر أمان، ومحمد سعيد جرادة، وآخرون. وقال الهمداني أن معظم الشعراء درسوا في عدن، ومنها نهلوا علومهم حيث تتلمذ الشاعر محمد سعيد جرادة على يد الشيخ أحمد عوض العبادي عندما كان صغيرا، وحفظ القرآن الكريم، ودرس البلاغة، والنحو، والصرف، وتفتحت مداركه، وأصبح بحرا لا ساحل له في مختلف العلوم، كما تفجرت مؤهبته الشعرية وقال: يعد محمد سعيد جرادة من أعظم الشعراء على مستوى الوطن العربي في الأدب القديم، والوسيط، والحديث، وغنى له عدد من الفنانين وهم: أحمد بن أحمد قاسم، وفتحية الصغير، وعبدالرحمن باجنيد، ويوسف أحمد سالم. بعد ذلك تحدث الأستاذ الشاعر رائد القاضي في مداخلته عن أسباب العنوان في القصيدة العربية، والذي أكد في حديثه أن ذلك يرجع إلى ظهور الصحافة، والاحتذاء بالقصيدة الغربية، ووجود أجناس أدبية أخرى نافسة الشعر الحديث، كما تطرق الشاعر رائد القاضي إلى انماط العلاقة بين العنوان، والنص، وكذلك وظائف العنوان، موضحا في حديثه جمالية العنوان في شعر لطفي جعفر امان وقال: إن نغم لطفي جعفر امان لم يصل منه إلينا إلا قليل، وإلا كنا سنسمع نغما كثيرا موضحا بأن لطفي جعفر امان لم يكن شاعرا فحسب، بل كان ثائرا، ووطنيا كبيرا حلق بأشعاره في فضاء الوطن العربي قاطبة. ثم تحدث الدكتور عمر الزغلي في الفعالية عن الشاعر إدريس أحمد حنبلة المولود بتاريخ 7 ديسمبر 1922م في مدينة التواهي التي تعد مركز إشعاع للمنطقة العربية عامة، حيث فتحت المدينة اذرعها لاستقبال الشعراء من مختلف البلدان العربية. وقال الدكتور الزغلي: لقد تعرض الشاعر إدريس أحمد حنبلة للسجن أربع سنوات في سجن مربط من قبل السلطات البريطانية على إثر قصيدته صوت الضمير. وتحدث الأستاذ عياش الشاطري في مداخلته عن الجانب الانساني للشاعر عمر الجاوي حيث قال: لقد شكلة حياة الشاعر عمر الجاوي ظاهرة قيمة وطنية، وإنسانية متميزة تحتاج إلى دراسة لكل أجزائها المترابطة، موضحا بأن الشاعر نذر حياته مدافعا عن المظلومين، فكان نافذة الأمل التي ينظرون من خلالها إلى المستقبل الواعد، حيث تميز الشاعر عمر الجاوي بحضوره الدائم في صفوف المظلومين، وأصحاب القضايا العادلة، مكافحا جسورا عن الحقيقة، والحق الإنساني، في العيش بحرية، وكرامة، فكان بهذا رمزا لكل شي جميل، وطاهر، ونقي.