يتسابق اللصوص من تجار البشر الجدد الى افتتاح دكاكين أو مايسموها ( منظمات - جمعيات - مؤسسات ) وذلك للأرتزاق والمتاجرة بقضايا واوجاع الناس ..! في شبوة نحو (40) منظمة وجمعية ومؤسسة اغلبها مجرد ( دكاكين) والقائمين عليها بمثابة لصوص وخونة لاهدف لهم غير المتاجرة لجني الارباح وكسب الاموال الحرام . ربما هذا هو اقرب توصيف لهكذا منظمات خادعة تتوشح لباس النزاهة والتطوع وتتغنى بشعار الإنسانية ظاهراً وفي الباطن تمارس أقذر الأفعال بحق الإنسان وحقوقه وكرامته ،هنالك البعض منها تؤتمن كشريك محلي مع المنظمات الأجنبية المانحة وتسند اليها تنفيذ مشروعات كمساعدات او اغاثات تخصص لفئة الفقراء والمعوزين والجائعين والنازحين والمتضررين من الحرب لكن عندما تصل لها وتملك الصلاحيات تعتبرها غنيمة وتعبث بها بلا وازع ولا ضمير ولا رادع .. كيف ؟ - يلطش القائمون عليها ما تيسر تحت مسميات نفقات عمل وما تبقى تمنحه حسب المعرفة ودرجة القرابة والصداقة وعلى أسس الولاء والمحاباة وتبادل المصالح والمنافع . - لانقول هذا إعتباطا بل هذه حقائق يفضحها الميدان حين يتضح للمتابع حرمان النازحين الحقيقين والفقراء الجائعين وفئة المهمشين والمعاقين والأرامل والإيتام ... والله تشعر بالألم وانت تسمع من افواهم وهم يشكون ظروفهم القاهرة مع حرمانهم ،حينها تدرك ان المعونات والمساعدات سواء النقدية او الغذائية تتوزع للأغنياء ويحرم منها النازحين والفقراء . - ورب الكعبة ان عائل أسرة مصاب بإعاقة حركية وليس لديه مصدر دخل يقول انه لايتسلم معونة من برنامج الغذاء ،وثانِ مبتور طرفه الإسفل يحلف يمين مغلظ انه وأسرته الفقيرة محرومين من برنامج (سكوب ) واسرة متوفي اخرى عائلها تشكوانقطاع مخصصها المالي من برنامج الغذاء ( سكوب ) منذ شهور ولامصدر لها غيره وإمراة من المهمشين تعيل 5 ايتام تعيش على فضلات و بقايا طعام رواد مطاعم باصهيب وتكتشف أسر نازحة تستغيث للحصول على لقمة العيش فلايسجيب لها احد ...! ليس هذا فحسب هناك جمعيات حزبية تستولي على مساعدات و معونات غذائية وتوزعها تحت جنح الظلام ولا من شاف ولامن درى - ولاتعلم إلا من خبر التدشين في وكالة سبأ ومن ثم تختفي ولاتدري اين مصيرها !! - ماذا سيكون موقفك وماهي مشاعرك اذا ماتاكد لك ان هؤلاء وامثالهم الكثير من المستحقين حرموا من مساعدات خصصها المانح لهم اصلاً .؟ - كيف تصف المشهد وانت ترى بأم عينك أغنياء من ملاك العقارات والمتاجر واصحاب البسطات وذو الدخل المتحسن يتزاحمون عند الكريمي او غيره لاستلام مساعدات مالية وهم ليسوا بحاجتها وهناك إناس مشردين يفترسهم الجوع والمرض لا ينالوا ولو الشي البسيط منها ؟! - والله أنها من أبشع صور الفساد وأعظم درجات الظلم بحق المجتمع والإنسانية والعدالة الإجتماعية . - من وجهة نظري ان هكذا تلاعب هو نوع من انواع الإتجار بالبشر في قالبه الجديد والمطور مع ان قضايا الإتجار بالبشر جرمها ويعاقب عليها القانون الدولي والإنساني محليا ودولياً . بل هذا هو سرقة الغذاء من افواه الجائعين بعينه لكي يزيد الأغنياء ترفاً وبذخاً ويموت الفقراء جوعاً ومرضاً . كل ما يجري من فساد وعبث يصنف هكذا : - حقوقياً: إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان ومساس بكرامته . - قانونياً : جريمة جنائية بإعتبارها تحايل وإختلاس بحق الغير - دينياً: آكل اموال الناس بالباطل وخيانة الأمانة وظلم . - إنسانياً : تاكيد على موت الضمير وفقدان المشاعر الإنسانية وانعدام الوازع الاخلاقي والأدبي وعدم المبالاة بمعاناة غيرك من البشر - عرفياً : لوم وعيب وانانية وسلتحة وسواد الوجه ان يعطى حق المستحق لمن لا يستحق . كل مايدور من فساد وتلاعب ومظالم في مشاريع المساعدات الدولية بمختلف انواعها لا يرضي الله ولاخلقه ولابد ان يضع حد لوقف هذه المهزلة وعلى السلطة المحلية تتحمل مسئوليتها القانونية والاخلاقية وكذا مكتب الشئون الإجتماعية والعمل بالمحافظة ممثلاً بمديره الجديد ( علي عمير ) واقترح القيام بإعداد قاعدة بيانات قابلة للتحديث لتسجيل النازحين الحقيقين وكذا الفقراء والمعوزين والمساكين ومن لا مصدر دخل لهم بحيث تمنح المساعدة حسب الالوية في درجة الإستحقاق مع تفعيل دور الرقابة لعمل المنظمات والجمعيات ومحاسبة اي مخالفة منها وسحب ترخيص عملها . هذه المرة كتبت مقال عام لعل وعسى ان يبادر المعنيين في تصحيح الأعوجاج والإختلالات المرة الثانية سنذكر اسماء المنظمات والجمعيات والمؤسسات المتلاعبة بقوة الادلة من الوثائق والشكاوي والبلاغات التي تتدفق الينا ولن نكتفي عند نشر المقال على المستوى المحلي بل سنترجمها وارسالها للمانحين سواء عبر الصحافة الدولية او الرسائل اليكترونية المباشرة او بواسطة القنوات الاخرى .. تحياتي