الإنسان الناجح في عمله دائما محسود .. وقد يكون الإنسان الناجح في تربية أولاده أيضا هذا ينظر إليه بعين الحسد، لأنه استطاع أن يرعى ويربي أولاده، وهذا مما جعلهم يتميزون بخلقهم وتفوقهم في دروسهم ولا شك أن هذا نتيجة التفاهم والتعاون التام بين الأب والأم.. هذا التفاهم يجعل أولادهم يتميزون بخلقهم وسلوكهم في المدرسة وفي المجتمع وعلاقتهم مع أصدقائهم وحب الناس لهم.. الإنسان الناجح في عمله أيضا يتميز بإتقان عمله وأسلوب علاقته مع الأصدقاء وزملائه في العمل وفي الديوانية.. وهذا يكسبه ثقة تامة أصدقائه والصدق في حواراته مع رفاقه، ورغم هذه النجاحات فإن الناجح غير محصن من الحسد . كذلك يتوجب على الإنسان الناجح أن لا يغضب أو يستاء من انتقادات الناس له، فما دمت ناجحا فأنت معرض للنقد وربما يكون بعض النقد غير مبني على وقائع ليست صحيحة.. لذلك يجب أن يعتبر هذا النقد عبارة عن حجارة عليك أن تجمعها وتقف فوقها.. لتتأكد أنك أنت أكبر من انتقادات الحاقدين، وأن تعتبر هذه المواقف السلبية لنجاحاتك حافزا لأن تواصل طريقك نحو تحقيق مزيد من النجاحات. إذا حاولت أن تقرأ تاريخ حياة المبدعين والمشهورين ستجد أنهم مروا بطرق مليئة بالشوك إلا أنهم لم يتألموا من الأشواك التي صادفتهم، ولم يمنعهم ذلك من مواصلة طريقهم. من أساسيات نجاح هؤلاء المبدعين أنهم لم يتأثروا ولم تعرقلهم محاولات الحاسدين، فكل العباقرة تعرضوا للإساءة في بداية حياتهم الفنية، ومن أشهر هؤلاء الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي حورب في أول تجربة له وكذلك كوكب الشرق السيدة أم كلثوم عانت كثيرا حتى وصلت إلى قمة الغناء العربي، ونذكر أيضا الدكتور طه حسين الذي حورب من قبل الأزهر فسافر إلى فرنسا وعاد وهو يحمل شهادة الدكتوراه وفاز بمرتبة عميد الأدب العربي.. وهناك زعماء أيضا واجهوا القهر والاعتقال والطرد، وما زلنا نذكر الزعيم الوطني المصري سعد زغلول الذي تم نفيه من بلاده إلى جزيرة سيلان وعاد بعد سنوات إلى مصر ليصبح زعيم الأمة المصرية ويتقلد منصب رئيس الحكومة المصرية. هكذا كانت حياة المبدعين والعباقرة، لم يتأثروا بكل أنواع البطش والانتقادات، فلتكن سيرة هؤلاء المبدعين نبراسا لنا لأن نواصل طريق النجاح. حديث شريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم ، والله الموفق.